1_ عهدٌ ووعد
ضقتُ ذرعًا بالوعود
وكلِّ آراءِ السّاسة
ونواياهم المبطّنة والبيّنة
لغوٌ فارغ كلامُهم
هراءٌ وافتراء على مرِّ العقود
توقيعاتٌ واتفاقيّات زمانًا طويلا بها خُدِّرنا
تفاصيلٌ مملّةُ البنود
أملٌ باهتٌ يسري في العروق
والنّفسُ ضاقت كبّلتها الحدودُ
ليسَ الحسدُ شيمتي لكنّي
أحسدُ الطّيرَ طليقا
لا يكبّله فضاءٌ
جدرانُ فاصلة أو قيود
والقلبُ بتُّ أخشى غدرَهُ
يشكو هو ثِقلَ حكايا الجدود
تعهّدتُ وآمنتُ بقسمِ الأهل
أجدّدُ ولا أنكثُ العهود
لكنّي أراهُ الزّمانَ يمضي سريعًا
والحلمُ لا يتزحزحُ جُلْمود
طالَ انتظارُكَ أبتِ
فهل أعاينُ حلمَك المنشود؟
2_ قُـل لهم
للسّاسةِ والقادة
وجنرالات الحرب..
قل لهم؛ لم يعد يشفع أيّ شيء..
صغيرٌ فهمَ أحابيلكم
وأنتم لِكَم جولةٍ تخطّطون بعد؟!
أنتم يا مَن في أبراجكم العاجية
وقصوركم الفخمة تقبعون
ألم تروا بعد غيرة أهل البيت؟
*****
قل لهم أني سأكملُ.. أكِدُّ وأعمل
وأنه في جعبتي لا زال ألفُ صكٍّ من الأمل
كالصّبر أنا أنمو.. أكبر أُزهِر
وأمتدّ في الأرض….
قبل سنديان الجليل كنتُ
وسروِ الكرمل..
قل للعالم أجمع أن جذوري
في الأرض أمتارا
لا تقوى على انتزاعها بلدوزرات
خبثكم وضغينتكم
قُل لأطفالٍ..
قُل نحنُ أبناءُ الأرض نعرفُ
أبًا عن جدّ بالفطرة
مواسمَ الأرضِ وخيراتِها
ميثاق بيننا وعهدُ
لا نريد اختراعات وابتكارات
ولا صواريخ تدوي
لا ولا..
وإني لا زلت أنتظر زفّتَها عروسي
وإني لا زلت أنتظرُ فرحتَه وطني
فلماذا تستكثرون علينا
قل لهم أن الدّحنون
سيعود مواسمَ كثيرة أخرى
في موضعِ كلِّ قطرةِ دمٍ ستنمو زهرة
3_ سبعون.. ولا زلنا نحلمُ بوَطن
أحتالُ على نفسي لأخفّفَ ثِقلَ الزّمن
هذا العقلُ شاخ من كثرةِ الحساب
والتّـكرار
تهترئُ ذاكرتُه مثقلةً باتت
بأحداثِ كمٍّ من السّنين
وأراني أعُدُّ كالصّغار
عشرة ….. عشرون …. ثلاثون
تعبـرُ هكذا عِجالًا السّنون
يخِفُّ وقعُ المُصاب
يا الله
وأتابعُ العدّ …
ونفسي كبّلَها الشّجن
أربعون خمسون ستّون سبعون