سعيد نفاع

القدومة” و”الدورة” تسميات يطلقها أهلُنا الفلّاحون، على الدروب الزراعيّة الجبليّة الموصلة في النهاية لنفس المكان، الأولى قصيرة وتعِبة والثانية كاسمها طويلة لكنها هيّنة، واستعاروا “على القدومة” طلبا لإيصال ما يريد “عائزُهم” أو محدثُهم دون لفّ ودوران. في سياقنا جرى العرف أن يوقّع الناشر على ما يزوّده الكاتب من سيرته، فيغدو الفارق في ضمير الغائب-الحاضر، فخلاصا لذمّة الناشر ها أنا أسوق سيرتي الذاتيّة “على القدومة” ضميرا حاضرا.

* ولدت في الأول من نيسان 1953م في قرية بيت جن الرابضة في أحضان الجرمق أعلى جبال بلادنا في قلب الجليل الأعلى، بِكرا لأب فلسطينيّ وأم سوريّة لجأت إلى فلسطين طفلة يتيمة على أثر استشهاد جديّ، والدِها، في الثورة السوريّة الكبرى 1925م. (جلب العائلة، الأرملة وأطفالَها الثلاثة، الأخ الوحيد للأب الذي كان يعمل في القرية قائما على “البابور- المعصرة والمطحنة”، وربّى الأبناء اليتامى).

* أنهيت دراستي الابتدائيّة في مدرسة القرية الابتدائيّة عام “النكسة” 1967م ، والدراسة الثانويّة في ثانويّة الرّامة عام 1971م. فيها نضجت أفكاري ووجدت طريقي إلى الحركة الوطنيّة متدرّجا في مؤسساتها حتى العليا في فصائلها المختلفة.

* كان العرب الدروز في ال48 ابتلوا أيضا بفرض التجنيد العسكري الإجباري منذ العام 1956م ولأني لم أُسأل يوم ولدت ابنًا لهذه الشريحة من شعبنا الفلسطيني، فما أن بلغت الثامنة عشرة حتى كان عليّ أن أواجه هذا المصير، فدامت معركتي معه بين كرّ وفرّ ثلاث سنوات ونيّف، فرضت عليّ خلالها أحكام بالسجن سبعة عشر شهرا إلى أن تخلّصت، فنذرت نفسي مقاوما لهذا المصير ما حييت.

* في هذه السنوات بادرت وأسّسنا أول فريق كرة قدم في القريّة، فريق السلام، ولاحقا وحين انضم إلى الدوريّ العام حمل اسم ” مكابي السلام بيت جن”، كنت لاعبه وعلى فترات مدرّبه.

* في العام 1974م  تأهلت “جانيا” على آمال، ومعا على تسعة أولاد خمسة منهم أبناء، عادوا إلى السجون العسكريّة التي تخرّجت منها، رافضين الخدمة في الجيش ومنتزعين تحررهم وآخرهم عمرو عام 2006م.

* بين الأعوام 1978 و1983 أنهيت إجازتي في الحقوق، عاملا في قطف الحمضيّات والحطابة نهارا في مستوطنات السهل الساحليّ، دارسا ليلا. ومنذ إجازتي زاولت المهنة  وبالأساس في مجال القضايا الحقوقيّة والأمنيّة في البلاد وفي الجولان، وذلك تلازما مع نشاطي السياسي في الحركة الوطنيّة، الحزب الشيوعي بداية والتجمع الوطني الديموقراطي لاحقا.

* خلال هذه الفترة انتخبت للجنة منطقة عكا للحزب الشيوعيّ وثمّ سكرتاريا المنطقة، وبين الأعوام 1980 و1982 ركزت سكرتاريا لجنة المبادرة العربيّة الدرزيّة، خلالها انفجرت انتفاضة أهل الجولان ضد فرض الجنسيّة الإسرائيليّة، فرأى قائد المنطقة العسكرية الشماليّة أن يحدد إقامتي مانعا إياي من دخول الجولان لخطورة وجودي فيها على أمن الدولة حسب التسويغ الذي جاء في الأمر.

* في العام 1986 أرسينا تحالفا غير تقليديّ في تلك الأيام، بين زملاء من الجبهة والحركة التقدميّة وأبناء البلد في قائمة عربيّة تحالفيّة حملت اسم “نزاهة المهنة” لانتخابات نقابة المحامين وكنت أحد مرشحيها الأوائل ومثلتها فترة في لجنة لواء الشمال للنقابة.

* في نفس العام انتخبت رئيسا للجنة أولياء الأمور في المدرسة الابتدائيّة، فبادرت وأسّست اللجنة المركزيّة التي ضمّت كل لجان أولياء الأمور في مدارس القرية وانتخبت رئيسا لها، وانضممنا إلى منظمّة أولياء الأمور القطريّة ومثّلت الوسط العربيّ عامة في للجنة المراقبة القطريّة لأولياء الأمور، المكوّنة من خمسة أعضاء: اثنان عن الوسط التعليمي الرسميّ واثنان عن الوسط المتديّن وواحد عن الوسط العربيّ.

* في هذا العام كانت الأزمة بين سلطة المحميّة الطبيعيّة والقرية وصلت إلى ذروتها، وقد انتخبني المجلس المحلّي مستشارا قضائيّا له في شؤون المحميّة والخارطة الهيكليّة. وعندما بلغت الأزمة طريقا مسدودا خصوصا في وجه بناء مدارس لاستيعاب الطلّاب الذين كانوا مشتّتين في عشرات الغرف المستأجرة غير اللائقة، صار الإضراب مطلب الساعة.

* يوم ال-27 آذار 1987م اقترحت إضرابا شاملا في كل المدارس احتجاجا، وقد تقرّر الأمر بأغلبيّة 43 عضوا من أصل 46 عضوا أعضاء لجان أولياء الأمور الكلّي، وحصلنا على دعم منظمّة أولياء الأمور القطريّة. ولاحقا يوم ال-13 نيسان 1987م اتخذ المجلس المحلّي بالإجماع إعلان الإضراب الشامل في القريّة، إضراب الزابود .

* عام 1988م أسّسنا الحركة المحليّة “أبناء الزابود”،  وبين الأعوام 1989-1993 وباسمها انتخبت نائبا وثمّ رئيسا لمجلس محليّ بلدتي. أصدرنا كرّاسة موسّعة حول التجربة تحت اسم “المسيرة” تعكس هذه الفترة، اعتبرتها مؤلّفي الأول عمليّا.

* عام 1993م انتخبت عضوا في لجنة المراقبة المركزيّة للحزب الشيوعي، وأعيد انتخابي لعضويتها بعد أربع سنوات، وقد رشّحني الحزب لانتخابات الكنيست في انتخابات 1996م في تحالف الجبهة والتجمّع، وكان من المفروض أن أدخلها تناوبا ولكن فشل الاتفاق حال دون ذلك.

* عام 1998م تركت صفوف الحزب الشيوعيّ، وأسسنا حركة سياسيّة قطريّة “حركة الوحدويّين الوطنيّين” خاضت الانتخابات البرلمانيّة عام 1999م وكنت مرشحها، بالتحالف مع التجمع الديموقراطي، بقائمة اسمها “التجمع الوحدويّ الوطنيّ”، ولاحقا اندمجت الحركة مع التجمّع، فانتخبت عضوا في المكتب السياسي ورئيس المجلس العام للحزب.

* في نفس العام 1998م شكّلنا “التحالف الأهلي التقدمي” للانتخابات المحليّة وفاز التحالف، فعيّنت بين الأعوام 1998-2003 مستشارا قضائيّا للمجلس المحلّي.

* عام ال-2000 أسسنا ميثاق المعروفيّين الأحرار والذي أطلق جمعيّة الجذور عام 2002م واللجنة الوطنيّة للتواصل عام 2004م. أطر تعمل على تثبيت الانتماء والهويّة والتواصل بين وللعرب الدروز في البلاد.

* عام 2001م عقدنا، ميثاق المعروفيين الأحرار والحزب التقدّمي الاشتراكيّ اللبناني، “مؤتمر التواصل القومي” عمّان – الأردن، حدث تاريخيّ شكّل نقطة فارقة في مسيرة العرب الدروز في ال-48.

* عام ال-2003 بدأت العمل إضافة لمزاولة مهنة المحاماة، متفرّغا حزبيّا في التجمّع، وفي الانتخابات البرلمانيّة العام 2006م كنت مرشّحه، وفي العام 2007م دخلت البرلمان (الدورة ال-17) وأعيد انتخابي في العام 2009م (الدورة ال-18) ثمّ تركت صفوف الحزب بعد اختلاف الخيارات، وبقيت حتّى العام 2013 عضوا مستقلا في البرلمان.

* أوائل العام 2007م وبعد خروج النائب عزمي بشارة حينها من البلاد، أعدنا إطلاق مشروع التواصل، الذي كان توقّف وقبل خروجه، وعلى المستويين الأهلي العائلي والوطنيّ العام لجميع أبناء شعبنا، وأخذت الأمر على عاتقي ومسؤوليّتي.

* عام 2007م خرجت على رأس وفد من المشايخ العرب الدروز إلى سوريّة، شكّلته لجنة التواصل التي كنّا أقمناها سابقا، الأمر الذي جعلني ومنذ ديسمبر 2007م، عرضة لملاحقة قانونيّة وقضائيّة انتهت مرحلتها الأولى أواخر عام 2012م بتقديمي للمحاكمة. ب-“جرم” زيارة دولة عدو (سوريّة) ومساعدة آخرين على زيارة دولة عدو، والتقاء عملاء أجانب.

* بين الأعوام 2012 و 2015م خضت معركة قضائيّة في المحاكم الإسرائيليّة على كلّ درجاتها، انتهت في العام 2015م بالحكم عليّ سجنا فعليّا لسنة ونصف، ونصف سنة مع وقف التنفيذ لثلاث سنوات، وإبعادي عن عضوية نقابة المحامين لثلاث سنوات.

* في هذه الفترة وحّدنا لجنة التواصل الوطنيّة وميثاق المعروفيّين الأحرار بحركة واحدة تشاركيّة، هي “الحركة الوطنيّة للتواصل” وانتخبت أمينا عامّا لها، وعملنا بالأساس على إرساء التواصل مع السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة وفي مقدّمها مكتب الرئاسة. ونتابع معا إصدار فصليّة “التواصل” التي دخلت هذا العام عامها الثامن، وأقوم فيها بمقام المحرّر التنفيذي.

* في المجال الأدبيّ بادرت وأسسنا أوائل عام 2014م “اتحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين”، وانتخبت أمينا عامّا له في مؤتمره الأول حزيران 2014م وما زلت حتى اليوم أقوم بمهامي في الاتحاد من هذا الموقع، وأرأس تحرير مجلّته “شذى الكرمل”.

* في الأول من نوفمبر 2015م بدأت بقضاء الحكم الصادر بحقّي، في السجن الأمنيّ “الجلبوع”، وتحرّرت منه أواخر العام 2016م.

* اليوم وعلى ضوء إبعادي من نقابة المحامين ومنعي من ممارسة مهنتي وحتّى العام 2018م، أعمل لمعيشتي، مستشارا عامّا في إحدى الشركات.

 *مع القلم والكتاب.         

* كتبت ونشرت أول نصّ أدبيّ تحت اسم “بائع الآرتيك” في ملحق “الاتحاد” الأدبي عام 1968م وأول مقال عام 1969م في مجلة “الغد” وأول قصة قصيرة “الرشّاشات المسروقة” في “الاتحاد” نهاية العقد الثاني من عمري، تلاها العشرات.

1* عام 1993م المسيرة تجربة 5 سنوات في المجلس البلدي لبلدتي.

2* عام ال-2000م أصدرت ثُمانيّتي القصصيّة الأولى – نكبة الدوريّ.

3* عام ال-2006م الثّمانيّة الثانية – الحائل.

4* عام 2009م أصدرت دراسة في الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة بعنوان “العرب الدروز والحركة الوطنيّة الفلسطينيّة حتى ال-48”. الطبعة الأولى –  دار الجليل عمّان الأردن.

– الطبعة الثانيّة – مكتبة كل شيء حيفا 2009م.

– الطبعة الثالثة – الدار التقدميّة بيروت لبنان 2010م.

– الطبعة الرابعة – دار الرسالة القدس 2011م.

5* عام 2011م، نفحات من الجرمق – مجموعة بأقلام 24 كاتبا وشاعرا، صدرت عن دار الجرمق لدعم لإبداع التي كنت بادرت لتأسيسها، إلا أنها وقفت عند هذا الحدّ.

*6 عام 2011م الثمانيّة الثالثة – مأتم في الجنّة.

7* عام 2011م درامقاليّات: بين يهوديتهم وطوائفيتنا وتحديات البقاء.

8* عام 2012م كتاب توثيقي “العضو العربي في الكنيست الصهيوني” تجربتي وعلى مدى دورتين (17 و18) في هذه المؤسسة.

9* آذار 2014م الثمانيّة الرابعة – سمائيّة البُوعْزيزي .

10* تشرين ثاني 2014م الثمانيّة الخامسة – لفظ اللّجام.

11* عام 2015م مجموعة قصصيّة ونصيّة – رسالة مؤجّلة من عالم آخر.

12* عام 2016م (خلال تواجدي في الأسر) روانصّية – وطني يكشف عرْيي (الجزء الأول من ثنائيّة “وطن وعرْي”، عن دار الأماني للطباعة والنشر والتوزيع م. ض. عرعرة.

* جاهزة للولادة:

1-  الشيخ والامرأة\ الكُرّاز – مجموعة قصصية.

2- الجزء الثاني من رواية وطن وعرْي – وطني يكسو عُرْيي.

3- كتاب توثيقي: بيت جن الزابود 1987م ملحمة جماعيّة.

4- الجزء الأول من ثلاثة: التواصل وعري القضاء الإسرائيلي- المؤتمر المقبور.

5- الربيع العربيّ وسوريّة – وجهات نظر.

6- الربيع العربيّ – وجهات نظر.

7- العرب الدروز بين حجارة الرّحى \ الرّحا.

*تحت التكوّن:

أخرى تنتظر أسماء …

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*