*لماذا قرض الفأر أوراق الكتاب؟*  – فوزية كتاني

بعد أن سحبه بعيدا عن أعين أبراج المراقبة…

وبعد رحلة جرجرة مُضْنِيَة

جلس في العتمة ينهش أطراف الكتاب بشهية جائع صام طويلا..

من أخبر  الإنسان انه يشحذ أسنانه لتبقى حادة وقوية؟

ربما ظن أن الكتابَ قطعة من الجبنة الشهية..

أو ربما ظنه قالب حلوى..

 

لحس الفأر الصفحات فشعر بحلاوة الأبجدية..

انشغل وقتا بتفتيتها استعدادا للمضغ بمتعة وروية..

حان وقت المضغ!!!!

فكانت  الصدمة !!!

وازدادت العتمة عتمة!!

مرارة الحبر صدمته،

والأوراق الصقيلة خذلته..

نظر حوله في حيرة داهمته..

رأى تلالا من الورق تذكره بطعم الخازوق, فيما حلاوة الحلوى أخذت تتسرب إلى جهات خفية!!

 

ولا يزال الانسان يتساءل: لماذا يعيد فأرنا التجربة إن لم يكن في الكتاب جاذبية؟

ربما سمع مرتلا للقرآن يرتل “إقرأ”، فكانت تلك استجابته التلقائية..

أو ربما أزعجه العجز عن فك الشيفرة الهجائية..

فانتقم لنفسه من القراء بعدائية ابتكارية

 

لا تستغربوا!!!

لا تستغربوا أن الغرق بالأميّة قد خلق لديه شعورا بالدونية

مُكَوِّنًا لديه عقدة لم يتطرق إليها فرويد

وليس لها اسما في أبحاث الأعراض النفسية بعد..

 

ربما ببساطة ينتقم من قتل الانسان له بأثمن ما لديه..

أو  ربما تكون مجرد رحلة عبثية

يقضي فيها وقتا حتى يحين موعد الوجبة القادمة…

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*