لا توقظ الحلم – بنيامين حيدر

أيّها الحلم،
رجاءً… لا تستيقظ.
دعني أظلُّ فيك ملفوفًا كطفلٍ في حضن أمّه،
دعني أنام على رائحة البيوت القديمة،
حيث النوافذ تُطلُّ على القلب،
والأبواب تُفتح بالشوق لا بالمفاتيح.
لا توقظني بعد،
فثمّة نجوم لم تكتمل قصصها،
ووشوشات ليلٍ ما زالت تهمس في أذني
عن امرأةٍ نائمةٍ في حضن المدينة،
ترى بيتها في الحلم،
وتشمُّ خبز الصباح من أنفاس الغائبين.
أيّها الحلم،
أبقني على هذه الأرصفة الملوّنة بالذكريات،
دعني أرتّق الصباح من ثوب أمّي،
وأصنع قهوتي من عبيرها،
أُزيّن نوافذ قلبي بضحكتها،
وأنتظر النسيم العائد من زقاق طفولتي.
فاليقظة قاسية،
والنهارات باهتة،
ولا وجه فيها يشبه وجه البلاد،
ولا سلام يشبه ابتسامة أمّي.
فنم قليلاً بعد، أيّها الحلم،
علّني أجد هناك ما لا أجده هنا…
وطني.

* اللوحه للفنان التشكيلي محمد الركوعي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*