يوميات حرب 4 – بنيامين حيدر

 

الساعة الآن العاشرة ليلًا،

ولا شيء يدلّ على أن الليل سيكون ليلًا عاديًا.

 

نعيش في ترقّبٍ دائم،

كأننا نسكن بين رئتين لا تعرفان الاستقرار،

نقلب المحطات على شاشة التلفاز،

نتنقّل بين القنوات كما نتنقّل بين احتمالات الموت.

 

دقات قلوبنا تتسارع،

ليس لأننا عشّاق ننتظر موعدًا،

بل لأننا ننتظر النقيض تمامًا،

ننتظر أن لا تكون صافرة،

أن لا يكون الانفجار قريبًا،

أن لا يكون أحدنا ضحية خبر عاجل.

 

نقرأ “خبرًا عاجلًا”،

فنحبس أنفاسنا كمن يحبس حياة كاملة في صدره،

وحين لا يكون الخبر إطلاق صواريخ،

نتنفس الصعداء،

ثم نخجل من راحتنا المؤقتة،

لأننا نعلم أن غيرنا قد لا ينالها.

 

هكذا نمضي ليالينا:

قلقٌ معلب،

هدوءٌ هش،

سلامٌ مؤقت يشبه هدنة بين غارتين،

ونومٌ لا يشبه النوم،

بل يشبه الغياب عن الوعي،

علّه يكون أقل ألمًا من وعيٍ يترقّب الفقد في كل لحظة.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*