أسير في دربِ الحياةِ
تائهة
دربِ من سبقني ووصلوا
الهاويةَ
أجدُ ظلالَهم فأقفُ
حائرة
إجلالا لدموع ِأمّ ثكلى
واجمة
كطلّ ندي ينهمر
كالساقية
تصرخ: يا ولداه !
من بُعدهِ
أنها لفاجعة
*********************
طفلي كغيرهِ سرقته
جذوةُ الحربِ
ما بين كرٍّ وفرٍّ وضربِ
نادى: أماه أين المستقر؟
أين دميتي الوادعة
وأغنيتي الهائمة؟
هل ضلتا مثلي الدرب؟
أين أحلامي البريئة
ورسوماتي الأحب؟
أين أترابي وألعابي
وكلُ جيراني والصحب؟
صدى يفترش المكان
ويهوي كنوائب الزمان
ويلاه يا ويلاه من آهاتِ الحروبات
حملتُ حقيبةَ سفري
وهممتُ لأسجلَ
أرقامَ عمري
فهي تهوي كريشةٍ
بيضاء
في مهب الريحِ
الصّماء
تتلاشى ُرعبا وسطَ
الصّرخات والآهات..
ضحكات حزينة
على قارعة الامنيات
يا لَهولِ ما وجدت
على الطرقات!
آهات لطفلةٍ تئقُ مكلومةً
تبكي شوقًا
أمها المتوفاة
تنادي: واهٍ يا أماه! واه يا أمّاه
أه من ويلات الحر وبات
صوت البنادقِ المدوّي
يعتري الانحاء
وصافراتٌ مجلجلةٌ
في كل الأرجاء
كلمات ثائرة متأجّجة
على شفاه يزفر
منها الاحتضار
لتلتحقَ بقافلة
الشهداء
تؤرقني وينتابني
منها سُهاد
*********************
فتثور في جوانحي
حروبات هوجاء
ونزاعات تمزّق الأجساد
كسلّ سيف بتار
جُرّد من غِمدِهِ
ليقعَ بيدِ مغوار
غيرُ آبهٍ لغرزِهِ
في صميم الأحشاء
واحرقتاه من الام الحروبات
تنهارُ حينها في
داخلي مدنٌ من كلّ
الأطياف والأحلاف
سأحمل ترسانة إيماني
وأسير لجحافلِ الأجلاف
قلت: سنموت ونبعث
في هذه الحياة
كطائر العنقاء
من بين الرماد
فكذا قال لنا الأسلاف
آه من نوائب الحروبات
الى متى سنبقى مكتوفي
الايادي كالأصنام
غابت الأصوات
وسط الركام
لتبقى جدران َ صامدة
تبدد أطياف الأحلام
لكنها تنزف
فتغرق الروح بالآلام
وتنهش جسد الحياة
رافضة حضن السلام
يكفيكم ظلما!
يا كواسرَ الحروبات
يكفيكم بَطشا وتوعّدات
************************
لما لا نجعل الحب سلاحنا؟
سلاحًا يبني هويتنا
لا يهدم وطنيتنا
فانتصارنا في قلوبنا
لا في زيف معاركنا
في زمن الحرب
فقدنا أرواحنا
فقدنا أحلامنا الضائعة
في ثنايانا
أه من حرقة الحروبات
لكن ستصدحُ الأصواتُ عاليًا
رغم كلّ التنهدات
الغارقة في واقع مرّ
كله صدمات
سيضحك الغد
ويحضن المستقبل
سيرنو السلم
ويزهو الأمل
سيعود الغائبون
البعيدون القريبون
ونظرات أمهاتهم تجلجل
نحن هنا في الانتظار…
*********************
ها قد عادوا! قد عادوا
ليخطّوا حاضرهم السعيد
عادوا لكن ما عاد
هناك وجود للوطن التليد
فقد استوطن بعزةٍ وشموخٍ
في قلب كلّ شهيد…