غردت البومة صباحا
كان تغريدها نواحا
قالوا: بومة متشائمة!
عودي لعملك أيتها الفلاحة
في منتصف الليل صاح الديك بصوت عليل
كان صياحه أشبه بالعويل
قالوا هذا ديك جبان
لنكمل سهرتنا فالليل طويل
ماءت باكيةً القطةُ العمياء
وقفت عند الباب وفي وجهها رجاء
قالوا قطة طماعة
تبغي قطعة أخرى من الشواء
اختلف نباح الكلب هذا العام
ظل ينبح على الدوام
قالوا هذا من شدة الزكام
عودوا إلى حياتكم يا كرام
أما البقرة فقد امتنعت عن الطعام
عرضها صاحبها للبيع في الطريق العام
قال انها بقرة لا تسر الناظرين
واشترى بثمنها حفنة أحلام
تنمر النمر..هاج واستعر..
قالوا جائع خَطِر!
ألقوا إليه بغزالة،
فانصرف عنها مُزدجِر
نادت عجوز: تعال يا ابن الإبن
هنالك أفاع كثيرة تحت التبن
:قال الشاب في نفسه
خرفانة..
أووف يا جدتي! مللنا من هذا اللحن
أما الثعلب فقد فَقَدَ شهيته للخداع
قال أن رأسه مثقلٌ بالصداع
نظر إليه المختار قائلا:
تبقى ماكرا، وإن أصابتك جميع الأوجاع
فيما الشمس كانت تعجل بالمغيب
خَفَتَ وهجها، تكسرت خيوطها..علا صوت نحيب
قالوا: هذه إشارة لوافد غريب
لنذبح الذبائح ونغيث البعيد والقريب
هنالك عم أو خال حنون
(معذرة، لم أعد أذكر، فالذاكرة خَؤون)
لم يعد من مشوار قد ابتدأه منذ كانون
تململ الشيخ قائلا: لله في خلقه شؤون
سُفُن المسافرين لم تنقطع عن التوافد للبلاد
تحمل شباك الصيد وكل ما يلزم الصياد
فرح صيادنا وقال: خير الله كثير يا عباد
مرت الشِّباك بالقرب….لم تتوقف!!!
تساءل الصياد: في أي مياه ترى ستصطاد؟!
ضحك رجل القبعة الغريبة غامِزا: هنالك
أسماك كثيرة تعيش خارج المياه!
من يومها والصياد فاغر الفاه!!
تبدلت الأحوال وتغيرت
والناس عن نهجها ما تحولت
قالوا سحابة ونعتبرها مرت
ومن بعدها ستكون حقولنا قد أثمرت
وفعلا، حقولنا ما زالت تثمر كل عام
وُحولًا وطحالبَ والكثير من السخام
ظن الناس أنها ثمار حضارة..
لم يبلغها أهلنا بعد، لفقدانهم الجدارة
ولما يتعلموا بعد كيفية اكتساب المهارة
ولا يزال القوم يبحثون عن شبكة صيد قديمة، وعن حقول نفط جديدة،
تؤهلهم للقيادة والإدارة
لتجعل منهم أمراء.. وتجعل بلادنا أجمل إمارة.
أيار
2022