ويسألني الصباح
كيف حالك؟
فأشيح بوجهي عن النافذة
وأبحث عن إجابة لا تشبه الريح،
ولا الغيم،
ولا صمت الأرصفة الطويلة.
أقول له:
أنا بين بين،
اتمايل
كورقة سقطت من شجرة
في الهواء
نصف نائم في حلم قديم،
يختلط به
المكان
والزمان
والمعان
ونصف مستيقظ على وجع لا يزول.
يسألني مرة أخرى
وكأنه لا يمل التكرار،
وكأن الضوء لا يشبع من ملامسة وجعي،
فأردُّ عليه بقهوتي الباردة،
في زمن خاصمني
بكتابٍ مفتوحٍ على صفحة مهملة،
وبقلبٍ لا يجد عنوانه.
يعاندني
كطير صغير
واحلامي
صارت اشعارا
ورمادا
تنزف في اوراق
كيف حالي؟
كأنني حرف في قصيدة تُكتب بالعتمة،
وكأنني ظلُّ طائرٍ نسيَ كيف يطير،
أو شجرةٍ تنتظرُ الربيعَ في صحراء.
أنا بخير،
لكن الخير صار غريباً
يمرّ ولا يُسلّم.
أنا بخير،
بقدر ما يحتمل هذا القلب
من تأجيل،
ومن أسئلةٍ لا جواب لها.
ويسألني الصباح،
ولا يدري
أن بعض الأحوال
لا تُقال.
* اللوحة للرسام الفلسطيني سهيل سالم