هو بمثابة بلسم العشاق.
تحرر الانسان من غسيل المناديل القماشية والمستخدمة في كافة مرافق حياته اليومية، وانتشر استخدام المناديل الورقية على نطاق واسع في أرجاء العالم.
واستخدام هذه المناديل اعتدنا عليها وواكبت حياتنا، ولم نتخيل الحياة بدونها اذ انها انتشرت في كل ارجاء العالم، وصارت من احتياجاتنا الاساسية في حياة الانسان العصري. وساهمت في تخفيض انتشار الامراض والفيروسات.
ولكن بعد استعمالها لا ذكرى لها. لأنها مجرد شيء يذوب بالماء أو يلقى في سلة المهملات بعد استخدامه.
أما المناديل القماشية لها قدسيتها وطابعها الخاص. وذكريات راسخة في أذهاننا ولها طقوس عديدة على مر الزمان. كانت تستخدم لتشابك الايدي وقت عقد القران للزواج
واستخدمت لمسح الدموع وقت الجنازات والحزن
واستخدمت للتلويح عند الوداع، وللروّيس أثناء الدبكة في الاعراس، ولمسح عرق الفلاح وقت الحصيد،
وبدلة الرجال كانت تتوّج بالجيب العلوي من السترة.
والسر الجميل والاجمل للسيدة أم كلثوم أنها كانت تحمل المنديل أثناء صعودها للمسرح واعتادت على مسك المنديل بكل أغانيها والذي أهداها المنديل كان والدها. ذات مرّة سألوها عن سبب استخدامها المنديل، فأجابت بكل تواضع انها كانت تشعر بالتوتر والقلق وبرودة أطراف أصابعها وبمسكة المنديل كانت تشعر بالدفء والطمأنينة.
تلك القطعة المربعة الصغيرة جسّدت قداسة المعنى الرومانسي المعبر عن معنى الحب للوفاء الحقيقي والاخلاص لزماننا الأصيل التي تلائم مجتمعنا والتي تحمل قيمًا عظيمة واحساسًا نادرًا في زمن عبر ومضى.
وبتنا نستمع الى مثل هذه الذكريات وكأنها قصص خيالية.
والسؤال يدور حول امكانية أن يعود المنديل كما كان في سابق عهده؟؟
أكيد لا من الصعب أن تعود هذه الفترة والمنديل له احساس خاص، والتكنولوجيا قد أحدثت تغييرًا في نفوس واحساس الناس، ولكن ستبقى ذكرى طيبة للمنديل وله قدسيته، وصفحة المنديل ما زالت عالقة ما بين ان تطوى أو تبقى مفتوحة. وما بين الطي والبقاء هناك احساس حقيقي وعشق غالٍ لكل شيء مضى بطقوسنا وأغانينا وأفراحنا وأحزاننا.
المنديل كان متواجدا وله قيمته وسيبقى مقدسًا لمن حمله ورقص وغنّى وبكى وودّع.