وتعود بي الذكريات،
كأمٍ تنادي أبناءها في آخر المساء،
تربتُ على كتف الوقت وتهمس: “هل تذكر؟”
أمشي في الطرقات التي حفرتها خطواتي القديمة،
كل زاوية تحمل ظلّاً من حديثٍ مضى،
وكل جدارٍ ينطق باسمٍ حاولت نسيانه.
تعود بي الذكريات كالمطر،
لا يُمهلني، ولا يعتذر،
يغسل وجهي بصورٍ كنت قد خبأتها في أدراج القلب،
ويفتح النوافذ التي أوصدتها سنين الغياب.
تعود بي الذكريات،
فأجلس مع صمتي كأصدقاء لا حاجة لهم بالكلام،
نتقاسم الحنين،
ونُعيد ترتيب ما تبعثر فينا من لهفة وأمل.
وكلما حاولت المضي،
مدّت ذاكرتي يدها،
وقالت: “تعال، فما زال هناك بعضك هنا…”