مقبولة عبد الحليم شاعرة وكاتبة فلسطينية من بلدة كفر مندا في الجليل، وُلدت في 11 يناير 1960. نشأت في بيئة فلاحية، حيث غُرست فيها محبة الأرض والوطن منذ الصّغر، مما أثرى وجدانها وألهمها في مسيرتها الأدبية. رغم تفوقها الدراسي، توقفت مقبولة عن التعليم الإعدادي بسبب عدم توفر مدرسة ثانوية في بلدتها آنذاك. لكنها لم تستسلم، فعادت إلى مقاعد الدراسة في سن الثانية والأربعين، حيث أكملت تعليمها الثانوي، واكتشفت خلال هذه الفترة موهبتها الشعرية، التي وجدت فيها وسيلة للتعبير عن مشاعرها وتجاربها الحياتية. بدأت مقبولة عبد الحليم بنشر أعمالها الأدبية في الصحف والمجلات، وشاركت في العديد من الأمسيات والفعاليات الثقافية. تكتب الشعر والقصة القصيرة والخاطرة، وتتميز أعمالها بصدق المشاعر وعمق التجربة الإنسانية.
أصدرت عدة دواوين شعرية، منها”: لا تغادر(2011): ” يضم قصائد وطنية واجتماعية، تعبر عن حبها للأرض والقدس.”لمسات على خد الصباح” “عبق الصنوبر” “نشوة النخيل” “لأنك فيّ” “وفي عينيك تكتبني القصيدة” “أتراك تمضي” (2024): .
شاركت في العديد من الأمسيات والفعاليات الثقافية، حظيت أعمالها بتقدير القراء والنقاد، وترجمت بعض قصائدها إلى الإنجليزية والى العبرية، مما يدل على تأثيرها الواسع في المشهد الأدبي الفلسطيني.
“اتراك تمضي” :
ديوان “أتراك تمضي” للشاعرة الفلسطينية مقبولة عبد الحليم، الصادر عن دار الحديث للإعلام والطباعة والنشر، يتضمن 45 قصيدة موزونة على البحور الخليلية، تتنوع موضوعاتها بين الحب، الفقد، الوطن، والحنين، وتعكس تجربة وجدانية عميقة، هو رحلة وجدانية داخل قلب امرأة عايشت الحب والفقد، فكتبت من الألم شيئًا جميلًا. إنه نصّ يلامس القلب، ويُرضي الذائقة الأدبية. تتناول الشاعرة في العديد من القصائد مشاعر الفقد والرحيل، حيث تعبر عن الألم الناتج عن غياب الأحبة، وتصف كيف يترك الراحلون أثرًا لا يُمحى في القلب والذاكرة.
تبرز في قصائدها مشاعر الحب والحنين، مستخدمة لغة شاعرية وصورًا بلاغية تعكس شغفها وعاطفتها الجياشة. يحتل الوطن مكانة بارزة في الديوان، حيث تعبر الشاعرة عن انتمائها العميق لفلسطين، وتتناول قضايا الهوية والصمود، مستحضرة رموزًا من التراث والطبيعة الفلسطينية.
تُسلط الضوء على تجربة المرأة، وتعبر عن مشاعرها الداخلية، وتصف رحلتها في البحث عن الذات والتصالح معها، مستخدمة أسلوبًا تأمليًا عميقًا. تستخدم الكثير من الصور البلاغية والاستعارات والتشبيهات، ما يجعل النص يبدو أقرب إلى قصيدة نثر طويلة.
العنوان “أتراك تمضي؟” سؤال يحمل في طياته عدم التصديق، والدهشة، والخذلان. كما يعكس حالة إنكار الفقد، والرغبة في التمسك بمن يبتعد. اما البناء الفني فلا يتبع الكتاب تسلسلاً سرديًا تقليديًا، بل يعتمد على الوحدات الشعورية. كل جزء يمكن قراءته كقطعة مستقلة تعبر عن لحظة وجدانية معينة. لا أحد يمضي فعلاً، بل يترك أثره في القلب، والذاكرة، والكلمات. كل وداع يحمل معه ولادة جديدة للذات، وإن كانت مؤلمة. الألم لا يُنسى، بل يُعاد تدويره على هيئة كتابة، وتأمل، وهدوء داخلي