بين طيّات الكتب: الشاعرة مقبولة عبد الحليم وديوانها “أتراك تمضي”- نبيل طربيه

وقفت أمام هذا الديوان بعنوانه المتسائل الباحث عن إجابة تروى ظمأ شاعرتنا للحقيقة  التى تقض مضاجع الكثير من الشعراء، الشاعرة مقبولة عبد الحليم شاعرة من الصف الأول تجيد صياغة شعرها متمكنة من اوزان الشعر،  تملك الموسيقا  التي تلد مثل هذا الشعر الرقيق المنساب كانسياب السواقي،كما وجدتني أمام شاعرة تمتاز بفرط رقتها وحبها للشعر وخصوصا الشعر العمودي الذي أتشيع له أنا وأومن به وبقدسية حرمه. لقد تراوحت قصائد شاعرتنا بين ثلاثة بحور  لا تعيبها بل تحسب لها وهي البسيط والوافر والكامل الذي برز كصاحب الحظ الأوفر في ديوانها البديع هذا وقد تكررت في قصائد الديوان عدة كلمات منها الشوق والشغف والعشق والهوى وهنا يتبين لي أن هذه الكلمات تختص بالشعر وحب شاعرتنا للشعر وتقديس الحفاظ على ضوابطه ومقوماته متميزة بذلك عن كثير من يدّعين الشعر في هذا المشهد الأدبي الهشّ، وهنا لا بد ان نذكر ان الشاعرة قد شقت الصخر واخترقت الحواجز ببلوغها غايتها حتى أصبحت شاعرة لا يشق لها غبار.

لقد لاحظت تكرار الكثير من الكلمات في قصائدها لا مجال لذكرها، السهل الممتنع  هو المضمار الذي تتألق به مقبولة عبد الحليم حيث تصوغ مفرداتها لتصل إلى كل شرائح القرّاء دون العناء للوصول إلى المعنى، أبارك للشاعرة إصدارها هذا وارجو لها المزيد من العطاء كما أهيب بها ان تطرق أبوابا وأغراضا  وبحورا اخرى لنشهد تنوعا أجمل في نتاجها الأدبي.  نعتز بك شاعرة وقصيدة في ظل ما يمر به المشهد الأدبي، قدما وإلى الأمام شاعرتنا المقبولة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*