لن تستطيع القابلة المتمرسة، جَرَّ الكلماتِ من رحمك أيتها الحالمة بمخاض قريب..
العملية القيصرية لن تُخرِج من بطنك سوى مشيمة دون ملامح..
يدا الطبيب الماهرة ستعود خالية من جنين موعود..
ستبوء جميع المحاولات بالفشل..
تعجز محاولات الأجهزة في الكشف عن سلامة جنينك..
فمجسات استشعاره لم تتعلم فك رموز الحروف بعد.
لا تأبه القصيدة بانتظار أحد
تتساءلون بقلق: ترى هل ستكون الولادة؟ سهلة، ام تحتاج لعملية قيصرية؟
هل سيصاحبها نزيف؟ أو ربما كانت حلما في ليلة صيفية؟
لا تقلق أيها الطبيب،
لا تنظر إلى ساعتك تستعجل الطلق لتعود إلى أحضان العائلة.
لا تتعجلي أيتها القابلة..
لتنهي عملك وتخلدين إلى نوم عميق..
أيتها الأم الحالمة والمتوجسة، عودي إلى حياتك الطبيعية،
بإمكانك ملء جرارك من النبع، أو حمل حزمة من الحطب للاجىء في الغربة إذا بقي للموقد ثمة مكان…
بإمكانك القيام بالتمارين المسائية..
أو ربما تختارين نوما هادئا الآن..
حين يأتي مخاضك، وطلق الولادة يشتد..
ستنهضين، ستصرخين.. وطبيبك سيتأهب ويستعد.
قابلتك ستهرع لاستقبال جنينك، والمبضع ينتقل من يد إلى يد..
قد تقولين لقصيدتك ليس هذا وقتك الان، انتظري قليلا..
انا لم أنهِ أشغالي بعد..
تضحك قصيدتك..
تركل حروفُها رحمَ أفكارك
تسخر منك قصيدتك
حركاتُ كلماتها تتقافز مسببة تقلصات وتشنجات لم يعهدها جسمك
تتكبل يداك.. تتعثر خطواتك ويتعرق جبينك..
تَخرُج قصيدتك الى الدنيا رغما عنك..
تأتي لوحدها، وفي وقتها الذي اختارت..
تخرج مزهوة..
إنها سيدة الموقف وسيدة القصائد في تلك الأثناء..
فلا قبلها شعر، ولا بعدها غناء
تقول ما تشاء، كيفما تشاء وحينما تشاء..
لا تحاولي تغيير مسار النهر..
مياهه الجارفة ستجرف كل سد..
لا شيء يعترض طريقها الى بحرها الواسع،
إلى فضائها الممتد..
ماضية غير ٱبهة إلى بحرٍ كبير..
بحر، فضاؤه يتسع لامتداد حروفها
ومياهه تتراقص مع رفرفة أجنحتها الطووووووووويلة ..
شباط2022