صدر حديثًا، عن دار الحديث للإعلام والطباعة والنشر لصاحبها الشاعر فهيم أبو ركن، الديوان العشرون للشاعر عمر رزوق الشامي والموسوم بـ “مع ظلهم رحلوا”.
يقع الديوان في 190 صفحة من الحجم المتوسط، وقد تفضلت بكتابة المقدمة الباحثة والشاعرة المميزة إيمان مصاروة، ومما جاء في المقدمة:
يعتبر ديوان “مع ظلهم رحلوا” تجربة شعرية فريدة، الذي يُظهر قدرة الشاعر عمر رزوق الشامي على استغلاله للغة الشعرية كوسيلة فعالة للتعبير عن المشاعر الداخلية، مما يجعله مرآة تعكس الصراع النفسي الذي يعيشه الأفراد في سياق العلاقات الإنسانية المتشابكة والمختلفة في تجاربها، ويعكس الديوان رؤية فلسفية عميقة للحب والفراق. فالحب في شعر رزوق ليس مجرد شعور عابر، بل هو تجربة شاملة تتداخل فيها الأبعاد النفسية والجسدية والروحية، ويبرز الصراع بين الجمال الذي يحمله الحب والألم الناتج عن الفراق، مما يُعزز من عمق التجربة الإنسانية التي يقدمها الديوان.
إنَّ ديوان “مع ظلهم رحلوا” ليس مجرد مجموعة قصائد، بل دراسة في النفس البشرية، تعكس الصراعات الداخلية التي يواجهها الفرد في سياق العلاقات الإنسانية. لذلك يعتبر إضافة قيّمة للشعر العربي المعاصر، حيث يتناغم فيه الجمال الفني مع عمق المعنى، مما يجعله مادة خصبة للدراسة الأكاديمية والتحليل الأدبي.
يمثل ديوان “مع ظلهم رحلوا” نموذجًا للغة الشعرية المعاصرة، خاصة أنه يجمع بين عمق المعنى وجمال الأسلوب، لذلك تتسم لغته بالتنوع والغنى، حيث يستخدم الشاعر الأساليب البلاغية والتقنيات اللغوية التي تعزز من تأثير النصوص على المتلقي والمتابع لقصائده، كالاستعارة، والتشبيه، والكناية، مما يضيف بُعدًا جماليًا للنصوص.
وتعتبر الصور الشعرية من أبرز عناصر ديوان “مع ظلهم رحلوا”، فقد استخدم رزوق بشكل متقن تعزيز المعاني العاطفية وتقديم تجاربه بشكل معبّر ومؤثر. فتنوعت الصور الشعرية في هذا الديوان من حيث النوع والمضمون، مما أضفى عمقًا على النصوص وعكس براعة رزوق في استخدام اللغة الشعرية.
لقد تميزت اللغة الشعرية بتنوّعها وثرائها، مما أضفى طابعًا أقرب للواقع على النصوص. فاستخدم رزوق أسلوبًا بلاغيًا مُتقنًا أبرزت من خلاله الصور الشعرية والعبارات المُركبة جمال اللغة، التي ظهرت في استخدام الاستعارات والتشبيهات، فكوّنت لكل صورة معنى مزدوجة أو أكثر، مما عزز من قيمة النص.
كما يمتاز الديوان بأسلوب سردي متنوع، فهو ينتقل بين السرد الذاتي والتأملات الفلسفية بشكل سلس. هذا التنوع يُساعد على إبقاء القارئ مشدودًا ومهتمًا، ويعكس قدرة الشاعر على التعامل مع موضوعات كثيرة بطريقة مُبسطة، لذلك جمع بين الجمال الفني والعمق العاطفي. واظهر قدرة الشاعر عمر رزوق الشامي على التعبير، مما يجعل الديوان مادة غنية للدراسة الأدبية والنقدية، ويُعزز من مكانته في الساحة الشعرية المحلية والعربية العامة.
ألف مبارك للشاعر عمر هذا الاصدار متمنّين له دوام العطاء والابداع.