لا تقولي
غادر الليل مرايا قصرك العالي
وغاب
نحن جئناك بليل وقمر
وقّع العازف لحنًا
آه
ما أقسى الوتر
شهرزاد
عفّرت أجيادنا في الساح أحلام قديمة
وانتهينا
رقدت بغداد فوق النهر عريانه
وتعالى في فناء القصر صوت…
يا جُمانه
عطّري الثدي وغنّي…
فانتشرنا
نسأل الساقين عن حان وخمر
وأصخنا السمع
كان الصوت جمرًا
فوق جمر
آه من غربة أحبابي
على أطراف دجله..
شهرزاد….
نحن جئناك على صهوات تشريد وغربه
وحملنا في الشفاه الشكر قبله
واحترقنا
حرقتنا رعشة الصوت وآهات جمانة
يا لموج ضيع الشط مكانه
شهرزاد هاهنا…
ألقى سراب البيد رحلي فارتضيت
صرتُ في الدار غريبًا
واغتربتُ
كان لي بيتٌ وطفله
وحكايا كنتِ تروينَ لدجله
ورفاقي في ظلام السجن شمع وقضية
يوقدون الليل
فالسوط رياح” همجيّة”
وجُمانة…
تغرق النهدين بالعطر
ويعلو صوتها في القصر عذبا
وأنا أسأل عن حان وخمر
يملأ الأقداح سكبا
عن نبيذ ضيع التاريخ عمره
في خواب بابليّة
نفّضت عنها غبار الأمس
في الليل صبيّه
أنت مثلي شهرزاد
مبحر جال البحارا
عاد من تجواله
وانهار في الشطّ وغارا
لم يجد عشبًا وظلًّا
لم يجد الا قفارى
وشعاعًا خلف أفق يتوارى
يتوارى
أنت مثلي
ضيّعت عيناك دربا
صوب مرج عبقا
فرجعت
ليلة من ألف ليله
لم تعودي
شهرزاد…
أنت مثلي شهرزاد
صرت في الدار غريبة
فارقدي في عرض دجلة..