رجاء _ روز اليوسف شعبان

‎لم يختفِ نورُ البدر ِفي هذا الصباحْ

‎ولا توارتْ وَجنتاهْ

العينُ في ولهٍ تدورُ ومقلتاهْ

في ضياعٍ تتيهانِ

‎وا حسرتاهْ!

‎القلبُ يصرخُ في الضلوع تثبّتي

‎هذي الرياحُ تزيلُ أزهارَ الحياة

‎تمحو نورَ ضحكاتٍ تجلّتْ

‎فجرّتِ العيونَ في الفلاة

‎تقوّسَ البدرُ هلالا ثمّ صاحْ

‎أيها البائدُ

‎باقٍ أنا في موضعي

آبى النزوحَ

أرتشفُ الأناة

‎تجهّم البائدُ صائحا: ويحكَ

أتعصيني

‎ودوني لا حياة؟

‎للتوّ أمحوكَ فلا نورٌ تجلّى

لا ضياءٌ

ولا أمانٌ

‎في رُباكْ

‎تبسّمَ البدرُ وفاض نورُهُ

‎باقٍ أنا…

‎في فجر هذا الصبح

‎في تراتيل المساء

‎في دعوة المظلومِ باقٍ

‎في تلابيب التقاة

‎زُلْ أيها البائدُ بلا عودةٍ

‎فلا أسفٌ عليكَ

لا رجاءٌ

‎ولا دُعاء

‎فأنت! أنت

أنت من جعلني غائرا

‎في الظلام

‎والقلبُ ناء بحزنِهِ

‎والفكرُ تاه حائرا متسائلا:

‎تُرى أين العدلُ؟

‎كيف غاب الحقُّ واستعلى الجناة؟

‎وهذا شملي قد تفرّق بُغتةً

‎وعاث في مداري اليباب

‎لكنّني باقٍ هنا

‎آبى الأفولَ

‎فنوري لاحَ رغما عنك

في هذا الصباح!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*