أيام قليلة تفصلنا عن مناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الجديد. هذه المناسبة العطرة والغالية التي لا شك انها تبعث بأجوائها الاحتفالية المميزة وانوارها قسطا من الراحة قد تساعدنا على نسيان هموم ومتاعب هذه الحياة المعقدة وتزرع الامل والطمأنينة رغم ما يشهده العالم من مشاهد مقلقة وصراعات دامية تطرف تعصب . حيث سيطرت لغة التجريح والتصفية بين أبناء المجتمع الواحد التي تربطه تربية، ثقافة، تاريخ، لغة ومستقبل مشترك
الحياة هدية من الباري عز وجل، وعلينا تقدير هذه النعمة والاحتفال بهدية الحياة المقدسة، إلا أن مناسبة عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلاديّة كغيرها من الأعياد والمناسبات، تحولت وللأسف الشديد رغم كل الظروف والالام والأوضاع إلى موسم استهلاكي؛ إذْ سيطر سوق الهدايا والمظاهر على الجانب الإنساني ودورنا الإيجابي فيه، وعلى مفاهيم ومعاني هذه المناسبة الدينية الاجتماعية والنفسية العزيزة التي تكاد تختلف كليا عن سائر السنين.
في هذه السنة اسوة بالسنين المنصرمة ستكون أجواء العيد الاحتفالية رمزية جدًّا ومثقلة بالهموم والقلق والتخوف من القادم وتردي الأوضاع التي لا تبشر خيرا لما تشهده الحلبة السياسية في العالم من حب السيطرة والهيمنة وسباق التسلح التي دخلت وخرقت كل أسوار بقعة من بقاع المعمورة، ولما خلفته هذه الحروب من هموم ودمار وشلّ الحركة الاقتصادية، وما أحدث من مشاكل في مرافق وميادين الحياة كافّةً، ناهيك عن التعصب والتطرف والعنف المستشري بكلّ مظاهره، تسلط وتفاقم ظاهرة الإتاوات على القطاع التجاري العامّ والخاصّ، وسيطرة لغة التجريح على أوساط المجتمع المختلفة، ممّا أفقدت المواطن أمنه وأمانه كليًّا.
نحن على عتبة انطواء عامٍ واستقبال عامٍ جديدٍ؛ لنبدأ أحلامنا مجددًا، أحلامًا يحدوها الأمل والتفاؤل بعيدة عن مشاهد المعاناة والعنف وسفك دماء الأبرياء. واضعين نصب عينينا تحقيق الأهداف المنشودة من دافع الثقة والايمان انه لا مستحيل هناك
نتضرع للعلي القدير أن نطوي ما تبقى من هذه السنة الحافلة بالمشاكل والمعاناة ان تتعافى النفوس وتتصافح القلوب ولنعمل معًا وسويةً على تجديد ميثاق الأخوة وتهيئة أجواء من أجل مستقبل يعيد البسمة ويدب الامل والثقة والأمان وتحقيق العدل والعدالة المفقودة وترجمتها على ارض الواقع لعلى وعسى ننعم بغد مشرق
اعاده على كل المحتفلين ومحبي الحرية بكل سعادة واستقرار