مُستَضعَفة – فوز فرنسيس

مُستضعَفَة أنا يا أمّي، كيف تنازلتِ بسهولة هكذا عنّي وعن أخواتي…

لا أخفيك أنّي فرحت حين انطلقت برحلتي، داعبني النسيم فحلّقت قليلا، لكنّه سرعان ما استكان فأرداني أرضا… فكّرت ما عساني أفعل، نظرت حولي يمنة ويُسرة، لمحت بعض أخواتي ورفيقات تكبرنني حجما وشكلا.. سرت معهنّ حفيفا…

داس على رأسي طفل صغير… تألمت قليلا وتابعت، ثمّ مرّ بالجوار سائق درّاجة فكسّر بعجلته أضلعي، صرخت متألمة وبقيت مكاني وحدي لا أقوى على الحراك.

هبّت ريح قويّة لطمت وجنتيّ وسحبتني بموكبها قليلا وإذا بها ترميني في ركن ساحة أحد البيوت. احتميت بالركن وقلت لا بأس إن لفظت أنفاسي الأخيرة هنا…
بقيت على هذه الحال أكثر من يومين وأنا أرمق بطرف عيني سيّدة المنزل تكنس الساحة وأشفع إلى خالقي ألا تلمحني وتقضي عليّ..

دُوارٌ رهيب
يعبث بكَياني
هل هو الموت؟

بمَسارِه سحَب الكثير
مطرُ الصّباح الغزير

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*