متى ضعنا يا أبي؟ – عمار محاميد


ضعنا عندما صار الاحترام كلمة على سطر من ورقْ

ضعنا عندما صار الغرابُ مغنياً وبأول منبرٍ احترقْ


ضعنا عندما صارت الصراحة وقاحة ومن قال افترقْ


ضعنا عندما أضحى جمعنا كُرها والكرامة والضمير انسرقْ


ضعنا عندما ضاق القلبُ والغرفةُ وغزا حلمنا القلقْ


ضعنا عندما الفراغُ علا فيهنا وتوسدتنا ظلال الزهقْ


ضعنا عندما لم تضع الأمم فضاع النغمُ والقلمُ والوترُ والألقْ


ضعنا عندما جف الدمعُ وغاب السبعُ وملأ الضبعُ الطرقْ


أما زلت تسأل يا بني؟ نعم يا أبتِ ما زلت أسأل؟

اسألْ ولا تخفْ، فقد جفَ الدمع في كل َحدقْ

اسأل كلّ شيء، كلّ شيء اسأل 

لا تخف من سؤال في ضحل الشاطئ غرقْ


سأسأل كلّ شيء، لكن قبلها: لماذا ضعنا يا أبي بالمفترقْ؟


سأسأل كلّ شيء ولكن متى سيرجع البشرُ مثل الفلقْ؟

إذا يا ولدي نم قرير عينك وسأخبرك غدا عمّن حاول فصدقْ!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*