بكرا بييجي نيسان – عفيفة مخول خميسة

يعيدني إليَّ هذا المكانُ شهقةً

أدركتِ الحياةَ منذورةً… مدمّجةً بالدخان…

أنا بنتُ الحريةِ أبصرتُها تدلُّني عليَّ

بحروفٍ مموّهةٍ تحذّرني من “طولِ اللسان”!!

فأذعنتُ… ورحتُ بمدادِ لهفتي لوشاحٍ أبيضَ…

بدمعِ الصبوةِ لقميصٍ أبيضَ أكتب…

وأُوقّع على ذيلِ مريولٍ أبيضَ… أخضر… أو فستان

أُلبّسُهُ فراشةً بيضاءَ زرقاءَ بلونِ السماء!

وتُحَرْوِقُ لهفتي جناحَ فراشتي

هذه التي ربّيتُها “كلّ شبر بنذر”!

هي حلمي الذي طارَ من يدي… وعلّى

مدجّجًا بكواتمِ الصوتِ… والقضبان

ويهتزُّ قلبي خوفًا عليهِ منَ الاختناق

باللونِ الأسودِ… الصدقِ الأسود… والرماديّ

أخافُ أن تنطفي مصابيحُ السماء

لتسهرَ البيوتُ مع بصيصِ حلمٍ كاذب

يختزلُ الأرضَ بصلاةٍ وشمعدان…

ترعبني الخُوَذُ والقفازاتُ الدامية

تطلي سقفَ البيتِ والمرآةَ والصوَر

وتمحو آثارَ الشمسِ عن الحيطان

وتقهقهُ النارُ كالبركان:

هذه مجرّدُ كذبةٍ بيضاءَ… دعابةٌ

من مزحاتِ الشيطان “حنا السكران”!!

إلى صدري دلفت… وانزرعت

في حقولِ الليلِ بينَ عُوَيْناتِ الفراشِ

والعصافيرِ والغزلان…

وأستنهضُ اللهَ في ساعةِ نابضي:

قومي… زنّري معصمَ الشرقِ بفراشٍ

يعلّمُ العربانَ فنونَ الطيَران، فلا

يُقصَفُ عمرُ العريسِ نيسان

ولا تنوحُ العروسُ آذار…

فإنّ الحياةَ تخافُ أن

تمزِّقَ حريرَ صدرِها الدار…

فتلتهبَ تشارين… وتُكوى أقدامُ كوانينَ بالقار

أنا بنتُ هذا الزمانِ، عتمٌ يحلم بالنور

ليلٌ يحلمُ بالشروق… أحلم وأُدندن:

” بكرا بييجي نيسان” بآيةٍ فيروزيّةٍ

حبلى بكذبةٍ رحبانيّةِ البيان… والنفحة

تسرّبُ رشقةً من شامخاتِ لبنان

تُخمدُ جذوتي، تمزّقُ مسودّتي… تحرقُها

وتذروها رمادًا ربيعيَّ اللفحةِ

تُبعَثُ منه الحروفُ أُرجوانيّةً…

تعيدُ الشبابَ لأَيقونةِ الزمان!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*