من عوامل جودة أدب الأطفال أنْ يكونَ أديبُ الأطفال يمتلكُ الموهبة للإبداع الأدبيّ، وأنْ يكونَ قريبًا من الأطفال وعالمهم، محبًّا لهم، وأنْ يكونَ ما يكتبُه لهم مناسبًا للتّطوّر الوجدانيّ والذّهنيّ والنّفسيّ واللّغويّ للصّغار.
وفي هذا السّياق أقتبس ما كتبه الأديبُ المصريّ محمود قاسم عندما سئل: لماذا تكتب للأطفال؟ *
فكانت إجابتُه: “بالنّسبة لي فالإجابة بالغةُ البساطة، فأنا لا أكتب للأطفال الآخرين إلّا بعد أنْ أكتبَ لهذا الطّفل الّذي بداخلي، والّذي لا أسعى أنْ أدفنَه وسط السّنين الّتي تطاردُني وتجعلُني أكبرَ سنًّا يومًا وراء يوم”.
ويُضيف الكاتبُ محمود قاسم: “الكتابة للأطفال تستلزمُ أنْ يكونَ الكاتبُ نفسُه طفلًا في روحه وإحساسه، وأنْ يحملَ همًّا هو الاحتفاظُ بدرجةٍ عاليةٍ من البراءة للأطفال.
أمّا عن الشّعر الجيّد للأطفال فقد كتب الأديبُ الشّاعر أحمد زرزور:
“نحتاجُ للشّعر الّذي يُمَكِّنُ الأطفالَ الاقترابَ منه بفرحٍ وصداقة، لأنّه يحكي لهم بدلًا من أنْ يزجرَهم، يهمسُ في أرواحهم بدلًا من أنْ يلقّنَهم مِن فوق، وهو لا يحتاجُ إلى الحفظ بل التّجاوب معه”**.
وعن قصيدة الطّفل الجيّدة يقول أحمد زرزور بأنّها:” قصيدة تحاولُ صنعَ الفرحِ والمعرفةِ في آنٍ”. **
ويؤكّد أحمد زرزور أهمّيّةَ الاغترافِ والاستلهام من براءة الأطفال في شعره حيث يقول: “إنّني أدركتُ كطفلٍ أوّلًا، وكشاعرٍ ثانيًا أنّه كلما نهلت القصيدةُ من نبع البراءة كانت أكثرَ صدقًا وقبولًا لدى القارئ الصّغير”. **
ويسرّني أنْ أنقلَ لكم قصيدة: ” أغنية الصّداقة” للشّاعر أحمد زرزور:
“لو أنّنا نحبُّ أصدقاءَنا
كما تحبُّ الوردةُ: النَّدى
والنَّحلةُ: الشَّذى
والغابةُ: المطر
لو أنّنا نُلقي السَّلامَ في مسائِنا
على البيوت
والدُّروب
والشّجر
فيغمر الأمانُ ليلَنا
ويضحك القمر”. ***
*. (من كتاب: “تجربتي في الكتابة للأطفال – بقلم الفائزين بجائزة الدّولة التّشجيعيّة في أدب الأطفال وثقافتهم” إعداد عبد التوّاب يوسف. الهيئة المصريّة العامّة للكتاب. الجزء الأوّل، 1997م. ص: 169)
**. المصدر السّابق. ص: 186 -188.
***. المصدر السّابق. ص: 215 – 216.