ثُقوبُ الزّمنِ – نصر خطيب

هل باتت حقائقُ زمانِنا حقائِبَ منَ الغُبارِ؟
والأعناقُ المحنيّةُ أمامَ غطرسةِ المتسلّطينَ
تسافرُ في دروبِ العبوديّةِ؟!
تدورُ بِنا الحياةُ كعجلاتِ حجارةِ الرَّحى
تتمزّقُ ثيابُها الأصيلةُ!
تحملُها أمواجُ النّفاقِ إلى جزرِ المتصوّفةِ!
تخطفُ عنها غبارَها
وتلقي حقائبَنا تئنُ في قاعِ محيطاتِ اللّامنطقِ!
ذاكرتُنا عراءٌ، وحقائقُنا في حقائبِنا!
خيوطُ النّفاقِ تحوكُ ملابسَها!
ونيرانُها على شِفاهِ الأبناء!
نحنُ ظلُّ أجسادٍ بشريّةٍ!
شطَرْنا الحقائقَ!
بِتنا عبثًا نمت لهُ أنيابٌ!
الأديانُ تتسكعُ داخلَ الأوردةِ!!
والإنسانيّةُ حُلُمٌ بتولٌ!
يغشاهُ ليلُ الطّغيانِ!
والضوءُ غائرُ العينينِ!
آلافُ القرونِ لم تُفتحْ كلَّ الحقائبِ المدفونة!
بقيت في جوفِ الأزمانِ!
هندسةُ الحقائقِ سلالمُ الأديانِ!
وجيوبُ الماديّةِ!
وزادُ المتسلّطينَ!
الوهمُ حبالٌ تشدُّ الأبناءَ!
تخنقُ الأسرةَ!
حناجرُهُم تتأرجحُ على حبالِ الجروحِ!
تهدرُ وهمّا يعجزُ الاختناقُ عن كتمِهِ!
يمزّقُ غصةَ الحياةِ!
الزّمنُ يزحفُ تحتَ الأرجلِ!!
يمتطي نهيقَ الجهلِ!
والحقائقُ تأكُلُ بعضَها!
في جيلِ اللّاإنتماء!!!
أيُّ جِلدٍ نلبسُ في تحوّلِنا المريعِ؟!
اللّيلُ في الولادةِ!
والفجرُ في الموتِ!
والأرواحُ سابحةٌ في عالمٍ آخرَ!
صدّرت أدعيةً على دروبِ الفضاءِ
واستوردت معها الاستعلاءَ!!
ألسنتُه تُشعلُ نارًا
تأكلُ أحشاءَ زمانِنا!!
الحقائقُ صدِئَت معَ الكلامِ!
كيف نسترجعُها
إن لم نغُصْ في محيطِ زمنِ اللّامنطقِ؟!
ونحمل حقائبَنا على أكتافِنا،
ونسافر مع زمنِ النّقاءِ!!

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*