أيّ تاريخٍ عفِنٍ نعيشُ؟!
قُتِلت كلُّ اللّغاتِ!
ونبتَت الأشواكُ على صدرِ مجتمعِنا؛
تغذّيها تربةُ الدّماءِ!!
الاستقواءُ يطحنُ العظامَ!
الأنينُ يصرخُ في عيونِ الأطفالِ!
والعنفُ يشتعلُ في هشيمِ شوارِعِنا!
يمضغُ كلماتِ أبي جهلٍ،
وأحقادَ الجاهليّةِ!
ويعزفُ الجنونَ فوقَ رؤوسِ الحزانى؛
احتفاءً بأبي لهَبٍ!!
الصّمتُ يصيحُ محقونًا بمصلِ الحياةِ!!
نارُ العظماءِ لم تتركْ غيرَ الرّمادِ!
فرعون حُلُمٌ في رمادِهِ!
كنوزُهُ تنامُ في عيونِ الرّمالِ!
فبصَقَها التّاريخُ في مغاسِلِهِ!
العنفُ عبرَ مضيقَ الأفواهِ؛
خيوطًا امتصّها الشّقاءُ خارجَ الجسدِ؛
وفجّرَ الهواءَ والقلوبَ!
والثّقوبُ شطَرَتْ الضّحايا!
صارَ منَ الخطرِ أن يُخلَقَ الكائنُ إنسانًا!!
شوارِعُنا كفرَتْ بإنسانيّتِها؛
كفرت بالحبِّ وبالنّورِ!
والوردُ يئنُّ على أتربةِ المقابرِ!
عطرُهُ تطايرَ مع الدّخانِ؛
يعانقُ غيومًا تبكي جمرًا!!
ويكلّمُ اللّهَ في السّماءِ
هل بالفعلِ هناكَ مخلّصٌ منتَظر!!!!