يا عبلةَ ما للهوى طاحَ بنا
ورماني كَمِبْرَمٍ في قاعِ المِغزلِ
فترجلت ُعن الأبجرِ أنشدُ وِصالَكِ
فكيفَ الغَرامُ من غيرِ وِصالِي؟
تعلّقتُ بِحِبالِ الهوى مُجَنّحاً
فَخارتْ قوايَ وتمَتّختْ حِبالي
“ورَميتُ مُهري في العَجاجِ فَخاضَهُ
والنّارُ تَقدَحُ من شِفارِ الأنصُلِ
خاضَ العَجاجَ مُحجّلاً حتى إذا
شهدَ الوقيعةَ عادَ غيرَ مُحجّلِ”
ما ضَرّني من الشّعرِ أنّني أنكَرتُ
قَولَ جريرٍ والفرزدقَ والأخطلِ
لقد نكَبتُ شُعراء العَصرِ نكبةً ،
لمّا وَقفتُ بِوجهِ السّموألِ
إغتَرفتُ من البحورِ كلّها
من الوافرِ ، البسيط ، الطويل المُرسلِ
فإنْ أنكَرني مَن لا أصلَ لهُ
فإنَّ السّيفَ والمَيدانَ والشّعرَ يَقِرُّ لي
“فإذا بُليتَ بظالِمٍ كُن ظالِماً
وإذا لقيتَ ذَوي الجَهالةِ فاجهَلِ”
لا تَهاب المَنايا ، فالصّعابُ كثيرةٌ
وإذا رُمتَ المَعالي، سَلالِمَها فاعْتَلِ
وقُلْ :
“لا تَسقني ماءَ الحياةِ بذلّةٍ، بل
فاسقِني بالعِزِّ كأسَ الحَنظلِ”!
الابيات المقتبسة للشاعر الفارس عنترة !