خلقنا بأحلام وردية مصيرها الانتهاء قبل الولادة، ظلم في كل مكان وحياة يملؤها البؤس والخوف من الغد، مرّ بنا الزمان واقفين على ناصية الهموم راجين منها أن تكون حُلماً، مضى بنا العمر ونحن نبحث عن قنديلٍ ونجمةٍ كي يوقد عتمته التي أهلكته، أبحرت سفينتنا فخرقتها صخرة فتحطمت وغرقت في بحرِ الأسى، ضعنا في طريقٍ مجهول، ووقعنا ضحايا في متاهة الحياة، ماتت آمالنا أمامنا ونحرت طموحاتنا وكنا لعبة بيدِ الحروب الظالمة وأحكام الطاغية.
سنواتٌ من التشريد والضياع والاحتلال لم تكن كافية في حق فلسطين، فتبعتها سنوات أخر من الحصار المشدد والإغلاق، اعتقالٌ واستشهاد في كل يوم، سياسات قمعية تمارس ضد الفلسطينيين في كل مكان وثلاثة حروبٍ متتالية كانت من نصيب قطاع غزة المحاصر، واغتصاب للحق والبيت والشجر وانتهاكات مستمرة بحق الأرض والوطن.
شبح الموت والجوع يجوب في الأرجاء خاطفاً أرواح من نجوا من الحرب، وطفولة مشردة وهروب ونزوح مستمر، إما الموت في الحرب أو الوقوع ضحية المجاعات والأمراض، حياة مهددة باستمرار وأفواه جائعة مفتوحة تنتظر من يرأف بها ويسد رمقها.