يا حلمها الموؤود – مقبولة عبد الحليم

يا مَنْ لهُ في كلِّ قلبٍ عيدُ

عشْقًا لِأنهارِ الغرامِ تعودُ

نلقاكَ والإحساسُ يُبْلِغُكَ الهوَى

والحرفُ يكتبُ والمِدادُ يجودُ

يا مَنْ بهِ تختالُ أجنحةُ الرُؤَى

ولنا بهِ من ذي الجلالِ وعودُ

نهفو وللريَّان تحملُنا المُنى

أَتَرَى عن الريّانِ فيك نحيدُ !

فالصومُ ميلادٌ يُنَقِّي أنفُسًا

والداءُ لو بلغَ الضلوعَ مَريد

وبِهِ سنشْعُرُ بالفقيرِ وعوْزِهِ

وبما ملكْنا باليمينِ نجودُ

رمضانُ ليسَ كمثلهِ وبنائِهِ

فلكلِّ نفسٍ بالنقاءِ يشِيدُ

هذا المُجَدِّدُ للقلوبِ صفاءَها

ثوبٌ بطُهْرِ الصالحاتِ جديدُ

يا أيُّها الشهرُ الرفيعُ مكانَةً

عذْرًا فعصفُ العاتِياتِ شديدُ

خلعَتْ قلوبًا في صدورِ أَعِزَّةٍ

وعلى الثرى نَزَفَ الحياةَ وريدُ

نشكو ضمائِرَ لم يَعُدْ بضميرِها

وخْزٌ إذا الْتَحَفَ السماءَ وليدُ

نشكو صدودَ الأقربين منازلًا

ماذا سيجدي للقريب صدودُ

تهفو النفوسُ لِلَيلَةٍ قدسِيَّةٍ

فيها الملائِكُ حُضَّرٌ وشهودُ

هي ليلةُ القدرِ الجليلُ قيامُها

فبِها سترفعُ للدعاءِ بنودُ

فبحقِّها ربَّاهُ فاغْفِرْ لِلْأُلى

تاهَتْ بهم قدَمٌ وضَلَّ رشيدُ

صرخَتْ ودمعُ المقلتيْنِ يهزُّها

أضْنى فُؤادي الجوعُ والتشريدُ

القصفُ فَوقي والصِّغارُ بِجانِبي

يا ربُّ لُطفَكَ فالبلاءُ شَديدُ

ذهبَتْ لتبحثَ عن غذاءٍ.. عن دَوا

ولسانُها يَتلو الدُعا.. ويُعيدُ

لكنَّها عادَتْ وصمتُ صِغارِها

تحتَ الرُّكامِ وحلمُها موؤودُ

هذا صهيلُ الصّافِناتِ يمدُّنا

بالبِشرِ  والبُشرى ونحنُ قعودُ

قد ألجَمونا.. الصَّمتَ يلهبُ صَبرَنا

يا أختَ قَلبي.. والمَدى مَرصودُ

يَسري بِنا الألمُ الخَفِيُّ ونارُهُ

لا تنطفي.. تُذكي الحَشا وتبيدُ

ما للمُنى في البُرء غير وُعودها!!

هل تُبرئُ الجرحَ العميقَ وعودُ؟!

سبعون تطلعنا على خيباتنا

ولها على زمن الخنوع شهود

غرقَتْ مراكبُنا وتاهَ دليلُنا

وغَدا لِمَدِّ الطامعين جنودُ

أَنَعودُ كي نَحمي اللواءَ أَعِزَّةً

ويعودُ للوطنِ الأبِيِّ وجودُ

وترَفْرِفُ الأنوارُ في جَنَباتِهِ

ويَهل من فجرِ ارتِقائِكَ عيدُ ؟!

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*