لوحة الغلاف للفنان رائد القطناني، إصدار دار سهيل للنشر 2023.
هذا الكتاب هو ثمرة دراسة أجرتها الباحثة د. جهينة الخطيب، لثلاث عشرة رواية، لروائيين فلسطينيين من الداخل الفلسطيني ومن الضفة والقطاع ومن الشتات.
اجتهدت الباحثة في دراسة هذه الروايات بغية الكشف عن التطورات التقنية المستخدمة في هذه الروايات وكيفية إيصال المضمون للقارئ الذي اتسم على ما يبدو من خلال هذه الدراسة، بالموضوعية والنقد الذاتي وبالوعي في سرد السردية الفلسطينية هادما الشخصيات النمطية.
يمكننا تقسيم هذه الدراسة الى ثلاثة أقسام:
روايات عالجت بشكل خاص المضامين، روايات عالجت بشكل خاص التقنيات الفنية وروايات عالجت فيها المضامين والتقنيات الفنية.
أما الروايات التي اعتنت الكاتبة بمضامينها هي:
رواية ملحمة جلجامش الأخيرة للروائي علاء أبو عامر. في هذه الرواية قارنت الباحثة بين مفهوم الحياة والموت في عالم الأساطير ( أسطورة جلجامش السومرية) وبين الواقع كما بدت في رحلة الفلسطيني السرمدية والتي عبر فيها الروائي علاء أبو عامر عن فلسفته تجاه الحياة والموت وصراع الانسان من أجل البقاء. كما بيّنت التناص الكبير المستمد من ملحمة جلجامش سواء كان ذلك في أسماء أبطال الرواية أو حتى فكرة الموت والحياة في ملجمة جلجامش. بينت الباحثة معنى الاسم بعل وإيل وعناة (آلهة الشرق الأدنى القديم كنعان سومر وأكاد ) كما بينت أسماء المدن والأماكن كما وردت في الممالك القديمة وما يقابلها اليوم. مثل: هزاتي – غزة/ لود- اللد/ دارمسك- دمشق وغيرها.
حبذا لو بينت الباحثة اسماء المراجع التي اعتمدتها في هذه الدراسة. وأضافت خاتمة تجمل فيها أهم ما توصلت اليه من استنتاجات
- رواية أرفوار عكا للكاتب علاء حليحل
في هذه الرواية رأت الباحثة أن الكاتب علاء حليحل قام بكسر مفهوم الشخصية النمطية لأحمد باشا الجزار. فجاءت بتعريف للشخصية النمطية ثم بأمثلة من الرواية عن كسر الشخصية النمطية.” تكمن الصورة النمطية لشخصية أحمد باشا الجزار بأنه من حرر عكا، ولم ينجح نابليون بونابرت باقتحام أسوارها نظرا لقوته ولصمود أهلها. ولكن الحقيقة مختلفة، فما ساعد الجزار هي الظروف بالدعم البريطاني ودور الضابط “دي فيلبو” الفرنسي المنشق عن بونابرت” ص 64. هناك أمثلة أخرى عن أحمد باشا الجزار والتي استنتجت الكاتبة بناء عليها، كسر الشخصية النمطية المعروفة لدى الناس حول الجزار.
هذه الدراسة أيضا لم تنته بخاتمة من قبل الباحثة.
- جوبلين بحري للكاتبة دعاء زعبي خطيب(سردية فلسطينية في مواجهة السردية الصهيونية”.
في هذه الرواية بينت الباحثة السردية الفلسطينية التي ظهرت في رواية جوبلين بحري والتي سلطت الضوء على حقائق تاريخية استبدلت بتأريخ مزيّف لمعاناة الشعب الفلسطيني، وبذلك تعمل السردية الفلسطينية على مقاومة السردية الاسرائيلية وتفكيكها لأبطالها وحبكتها. ص 73. وقد جاءت الباحثة بعدة اقتباسات من الرواية تثبت فرضياها هذه.
هذه الدراسة أيضا لم تنته بخاتمة.
- رواية حليب التين للروائية سامية عيسى( سيميائية الجسد وتماهيه مع القضية الفلسطينية)
ابتدأت الباحثة دراستها في كتابة مقدمة عن ممارسة الحب وأهمية ذلك للجسد والروح والنفس، ثم تعرضت لمضامين الرواية التي تحدثت عن اللجوءوالشتات الفلسطيني عن طريق سيميائية الجسدج كمعادل موضوعي للتخدير والهروب من الواقع، سيميائية الجسد في تعرية الحقائقـ سيميائية دلالات العنوان وأسماء الشخصيات.
هذه الدراسة أيضا لم تنته بخاتمة أو إجمال
5 رواية ضحى للروائي حسين ياسين( التغريبة الفلسطينية بحلة جديدة).
بدأت الباحثة دراستها هذه، في الحديث عن التغريبة الفلسطينية، وهي ترى في هذه الرواية طرحا مغايرا للتغريبة الفلسطينية من خلال حكاية لثلاث نساء جمعهن العم والغربة.
والباحثة تأتي على ذكر هذه الحكايات الثلاث لتثبت فرضيتها:” في هذه الجمل نقد لافت لاذع ومغاير في طريقة طرح التغريبة الفلسطينية، وطرح مغاير لضرورة تغيير الفلسطيني من طريقة تفكيره وأن يقفز من مرحلة البقاء والبدء في البحث عن الوجود”. (الخطيب، ص 174).
هذه الدراسة أيضا لم تنته بخاتمة أو إجمال
روايات بينت الباحثة فيها التقنيات الحداثية في الاسلوب:
رواية “مشاة لا يعبرون الطريق” للأديب عاطف أبو سيف.( في هذه الرواية تظهر الباحثة التقنيات السينمائية التي وجدنها في لرواية، حيث تجلى ذلك في مستويات السرد التي اتبعها الكاتب عاطف أبو سيف، والأزمنة المتداخلة، وتقنيات سينمائية مثل اللقطات الطويلة التي تتجلى في تتابع مشاهد الحركة: الأكشن”، وحركات الكاميرا البطيئة إضافة الى تقنية التتابع وهي سلسلة من المشاهد مرتبطة ببعضها البعض وتشكل السلاسل من التقنيات الشكل الكلي لسيناريو الفيلم ص 28.
في هذه الدراسة بدت لنا الباحثة متمكنة من التقنيات السينمائية وقد مثلت لكل تقنية بمشاهد من الرواية كما أنها أنهت دراستها بخاتمة نجمل فيها أهم ما توصلت اليه في هذه الدراسة. حبذا لو أنها أضافت المراجع التي اعتمدتها في معرفة التقنيات السينمائية.
روايات اعتنت فيها الباحثة بالمضامين والتقنيات:
رواية “البيوت” للكاتبة وداد البرغوثي. في هذه الرواية بينت الباحثة موتيف البيت وما يعنيه بالنسبة للفلسطيني، باب البيت، السجن موتيف البيت الخانق، السجن داخل السجن(غرفة العزل)، الحبس المنزلي، هدم البيت، مداهمة البيوت(هدم لمفهوم الأمان)، سياسة تقسيم الأحياء ببيوتها، لبيت موتيف الأمل والتفاؤل، في هذه الرواية بينت الباحثة أهمية توظيف تقنية المكان في الكشف عما يعانيه الفلسطيني في كل الأمكنة التي بينتها الباحثة في الرواية.
حبذا لو أضافت الباحثة المراجع التي اعتمدت عليها في كشفها لأهمية تقنية المكان في صراع الفلسطيني على بيته. وحبذا لو أضافت خاتمة تجمل فيها أهم ما توصلت اليه في هذه الدراسة.
- رواية “حين تتشابك الحكايا” للكاتبة سلوى الجراح.
هذه الدراسة استرعت اهتمامي بشكل خاص، فهي مبنية بناء متكاملا، فالباحثة بينت مفهوم الغربة والاغتراب لغويا واصطلاحا كما ورد في لسان العرب وبينت الفرق بين الغربة والاغتراب، كما بينت مفهوم الغربة في الاسلام والمسيحية وجاءت بتعريف ماركس لمصطلح الاغتراب، ثم عرضت أنواع الاغتراب وتعريفها: الاغتراب الزماني، النفسي، السياسي، الاجتماعي، الفكري، المكاني، واعتمدت في تعريفاتها على مراجع هامة مثل رجب محمود الاغتراب سيرة ومصطلح، وعلي وطفة، المظاهر الاغترابية في الشخصية العربية، وعبدالله يحيى وغيرهم.. بعد ذلك جاءت الباحثة بأمثلة من الرواية تثبت وجود هذه الانواع من الاغتراب عند شخصيات الرواية.
ثم بحثت الكاتبة التقنيات الفنية التي تجلت فيها مظاهر الاغتراب وهي: الحلم المونولوج ومناجاة النفس وجاءت بأمثلة من الرواية على هذه التقنيات.
حبذا لو ربطت الباحثة هذه التقنيات مع مفهوم الاغتراب، فالحلم المونولوج والمناجاة تميّز نيار الوعي، فالتركيز على العالم الشعوري لبداخلي من خلال الهلوسات والأحلام والمناجاة والتذكر هي من سمات الحداثة ومن سمات تيار الوعي:”
يتداخل في تكنيك تيّار الوعي صوت الراوي وأصوات الشخصيّات، وهو يمزج سمات الكلام المباشر مع الكلام غير المباشر، وصوت الراوي مع صوت الشخصيّة، فبدلًا من أن يظهر في النصّ متكلّم واحد (الراوي أو الشخصيّة)، يمتزج فيه متكلّم ظاهر ومتكلّم خفيّ، الأوّل هو الراوي؛ والثاني هو الشخصيّة. ويظهر الصوت الخفيّ للشّخصيّة ويشارك الصوت الظّاهر سيطرته على النص. وأحيانًا يكون الصوت الخفيّ هو المتكلّم الرئيس.[1] وتشكّل تقنيّات الاسترجاع والأحلام والهذيان والمناجاة وغيرها خلفيّة هامّة للسّرد، فتتداخل الأزمنة والأمكنة، ويتداخل الواقع بحلم اليقظة، فيبدو السارد كأنّه يروي سيرته الذاتيّة.
ثم ختمت الباحثة دراستها بخاتمة ذكرت فيها المعنى المقصود من الاسم غريب( هو فلسطين التي تعرضت لظلم ولتشتت أهلها بين ضفة وقطاع وفلسطينيي الشتات وفلسطينيي 48، تعددت التسميات والفلسطيني هو فلسطيني وإن تعرض لعجز وغيبوبة إلا أنه سيصحو ويقف على قدميه، كما حصل مع غريب في نهاية الرواية(ص 61). وتطرقت ايضا الى تحليلها للاسم سهام.
كنت أنوقع أن تجمل الباحثة هذه الدراسة الهامة بتلخيص أهم ما توصلت إليه من تجلي الاغتراب في المضامين والأسلوب.
- مقاربة صوفية بين رواية خسوف بدر الدين للأديب الفلسطيني باسم خندقجي ومسرحية الحلاج للكاتب المصري صلاح عبد الصبور.
في هذه الدراسة عرّفت الباحثة مصطلح التصوّف، مراحله، كمتا عرّفت بشخصية المتصوفين المشهورين المذكورين في الرواية والمسرحية: بدر الدين محمود و حسين بن الحلاج، كما ذكرت أسباب قتلهما والآراء المناصرة والمعادية لكليهما( دون ذكر المراجع التي اعتمدت عليها الباحثة).
أما من حيث التقنيات فقد بينت الباحثة الرؤية المشتركة للمؤلفين باسم خندقجي وصلاح عبد الصبور من خلال توظيفهما للتناص التاريخي، الدلالات المشتركة لعنوان المؤلفين، والحوار الصوفي الذي بدا في الكتابين.
هذه الدراسة أيضا لم تنته بخاتمة.
- رواية” الأم “للروائي الفلسطيني نافذ الرفاعي( جماليات التحول في الشخصية السردية موتيف الأم)
جاءت الباحثة بمقدمة عن الامومة وما تحمله من قيمة إنسانية عاطفية، وذكرت اسماء لروايات التي ظهر فيها موتيف الأم.
من الناحية التقنية فقد أظهرت الباحثة التقنيات التي بيّنت التحولات التي طرأت على شخصية الأم في هذه الرواية، مثل تقنية المونولووج التي برزت في الرواية وتقنية المشاهد الحواريّة وتقنية الصورة المشهدية. جميع هذه التقنيات كانت داعمة للتحولات في الشخصية السردية(جهينة الخطيب ص 109).
هذه الدراسة أيضا لم تنته بخاتمة أو إجمال.
- بلد المنحوس للكاتب سهيل كيوان( السردية الفلسطينية يقابلها السردية اليهودية)
ساقت الباحثة في بداية الدراسة، مقدمة عن صورة اليهودي في الآداب الاوروبية والعربية، (انسان وصولي يحب المال والغاية لديه تبرر الوسيلة)، ظهر ذلك في مسرحية تاجر البندقية لشكسبير، رواية الوارث لخليل بيدس رواية “في السرير” لمحمد العدناني. وهناك من صور بعض النماذج الانسانية لليهودي كما فعل مصطفى عبد الفتاح في روايته”جدار”.( جهينة الخطيب ص 122).
بعد هذه المقدمة طرحت الباحثة الطرح المغاير للكاتب سهيل كيوان في السردية الفلسطينية مقابل السردية اليهودية. فبين كيوان صورة اليهودي الضحية الذي أوجد الفلسطيني كضحية ردا على تعذيب الألمان له.
أما التقنيات التي كشفت عنها الباحثة والتي ترى ان كيوان وظفها في توضيح السردية الفلسطينية فكانت: أ- استدعاء التراث الفلسطيني: أغان تراثية للأطفال، شخصية الحكواتي.
ب- تقنيات زمكانية:” تلعب الزمكانية دور البطل في الرواية فبدءا من السرديتين المتقابلتين وتحديد إطار المكانين وارسو تقابلها عكا وصولا الى فلسطين تقابلها إسرائيل.(الخطيب ص 134). كذلك ترديد أسماء المدن والقرى الفلسطينية المهجرة منها والباقية.
هذه الدراسة أيضا لم تنته بخاتمة أو إجمال
- رواية البحث عن مدينة تائهة للكاتبة كلارا سروجي سجراوي
بدأت الباحثة دراستها بمقدمة عن حلم المدينة الفاضلة لدى أفلاطون، والقديس أوجستين والفارابي وكمانيلا وتوماس مور(دون أن تذكر المراجع أو تأتي بتعريفات موجزة عن هؤلاء الفلاسفة)
وخلال الدراسة ذكرت بشكل خاص المدينة الفاضلة لأفلاطون وذكرت المرجع.
ثم أثارت الباحثة سؤلا مثيرا مهما مفاده:” عندما يكتب الناقد رواية فهل يفقد عفوية الكتابة، فيخلق رواية حديثة موظفا جميع الآليات التي تعلمها؟ دون الحفاظ على العفوية والروح الإبداعية؟ أم أنه سينجح في خلق حلقة الوصل والتوازن بينه كونه أديبا وناقدا في الآن ذاته؟
السؤال مثير وضروري لجذب القارئ وإثارة التفكير الناقد لديه، مما يشده ليتابع الدراسة ويقف على ما توصلت اليه الباحثة من إجابة على تساؤلها.
لقد تتبعت هذه الدراسة بشغف لأجد الجواب، لكن الباحثة لم تكتبه ولم تختم دراستها باستنتاجاتها حول سؤالها المثير.
كقارئة لهذه الدراسة وجدت أن الباحثة عرضت مضامين الرواية والتقنيات الفنية والتي اتسمت بالغرابة والتجديد، فالرواية تتحدث عن المستقبل 2050، المدينة التائهة التي تحلم كلارا بتحقيقها، دولة في فلسطين عمادها تقبل الآخر وتحقيق العدل والسلام بين الشعبين(الخطيب ص 142).
من المفيد والجميل في هذه الدراسة ذكر الباحثة لوجهات نظر فلسفية لدى الكاتبة كلارا ، مبينة وجهة نظرها هي الباحثة في هذه القضايا مثل: تشرح كلارا فلسفة الاحتلال وتبررها نفسيا:” تكون اللذة أعظم عندما تتأكد من سيطرتك على الجسد..” العدوان غريزة. ص 143. لكن الخطيب تعارض ذلك وتقول:” إن قبلنا بوجود الغرائز فتحن نغيب العقل، فالغرائز مقننة وإلا فإن غريزة الإنسان للجنس على سبيل المثال وحاجته البيولوجية له بانعدام العقل ستجعل الانسان حيوانا يلقي بغريزته على أي شخص يراه”(الخطيب ص 144).
ثم ذكرت الباحثة دلالات الأسماء في الرواية وتعرّضت للتقنيات الفنية مثل: استخدام الكاتبة في نصها نوعا من الخيال العلمي أعطت من خلاله صورة مؤوّلة عن عالم لم يأت بعد في رؤية تقترح من خلالها صورة لعالم أفضل في المستقبل من خلال اعتمادها على قدرات عجائبية غرائبية مثل: لعبة التخفي والتجلي(اختفاء الجدة.. ثم اختفت حتى الكاميرا لم تستطع توثيق لحظة اختفائها”ص 153.
ويبقى السؤال الذي طرحته الباحثة في بداية دراستها مطروحا دون إجابة: عندما يكتب الناقد رواية فهل يفقد عفوية الكتابة، فيخلق رواية حديثة موظفا جميع الآليات التي تعلمها؟ دون الحفاظ على العفوية والروح الإبداعية؟ أم أنه سينجح في خلق حلقة الوصل والتوازن بينه كونه أديبا وناقدا في الآن ذاته؟
كنت أتوقع من الناقدة إجمالا لهذه الدراسة الهامة تجيب فيه على سؤال البحث.
- رواية حرب الكلب الثانية للروائي ابراهيم نصرالله( الواقعية السحرية والفانتازيا الساخرة)
بدأت الناقدة دراستها بمقارنة بين أسلوب نصر الله في رواياته الثمان السابقة الملهاة الفلسطينية، ورواياته الشرفات الست، التي أرّخ فيها الوضع الفلسطيني وتأزّمه، مقابل هذه ال
رواية التي جاءت بأسلوب ساخر تهكميّ واستنادا الى عالم الفانتازيا والخيال العلميّ. وهذه مقدّمة جيدّة للناقدة لا بدّ منها.
التقنيّات الفنية الحداثية:
عرضت الناقدة التقنيات الحداثية في الرواية: عجائبية الأحداث بأسلوب فانتازي ساخر، مثل خروج الممثلين من شاشة التلفاز وإمكانية لمسهم، وامتلاك الضباط لحواس حدس خارقة مثل إكس مين تتعلق برؤية تمنح لحلفاء النظام فقطـ مقارنة ساخرة بين الحيوان والانسان لصالح الحيوان، خطف الناس لبعضهم البعض لخلق أشباه لهم، مفارقات عديدة في الرواية تظهر حجم المأساة وضياع الانسانية، المفارقة في العنوان: حرب الكلب الاولى والثانية، وغير ذلك.(الخطيب، ص 158).
حبذا لو أضافت الناقدة إجمالا لهذه الدراسة الهامة لرواية مثيرة جدا.
الخلاصة:
إضاءات في الرواية الفلسطينيّة للباحثة والكاتبة د. جهينة الخطيب، دراسة هامّة في إلقاء الضوء على الرواية الفلسطينية في العصر الحديث، حيث بيّنت الباحثة سمات الحداثة في المضامين وفي التقنيات الفنية والأسلوبية التي استخدمت في هذه الروايات، فمن حيث المضامين وجدنا طرحا مغايرا للسردية الفلسطينية، ظهر ذلك في روايات جوبلين بحري، رواية ضحى، رواية بلد المنحوس، كما ظهرت مضامين جديدة مثل فكرة المدينة التائهةـ في رواية البحث عن المدينة التائهة، كما ظهرت مظاهر الاغتراب في مضامين رواية حين تتشابك الحكايا.
أما التقنيات الأسلوبية الحداثية فقد كشفت الباحثة النقاب عنها، مثل التقنيات السينمائية في رواية مشاة لا يعبرون، وتقنية المونولوج والحلم والتذكّر وهي تميز تيار الوعي، ظهر ذلك في رواية حين تتشابك الحكايا،+ كما ظهرت تقنيات أخرى مثل المشاهد الحوارية وتقنية الصورة المشهدية في رواية الأم، كما ظهرت تقنيات أخرى مثل: استدعاء التراث، نقنيات زمكانية كما في رواية بلد المنحوس، كما ظهر استخدام الخيال العلمي والقدرات العجائبية كما في رواية البحث عن المدينة التائهة، إضافة إلى الأسلوب الفانتازي الساخر في رواية حرب الكلب الثانية.
حبّذا لو أن الكاتبة أضافت الى دراستها ما يلي:
فقرة موجزة تلخص الرواية حتى يسهل على القارئ فهم الدراسة.
بضعة سطور عن مؤلفي الروايات
فقرة توجز فيها دراستها لكل رواية وتكتب أهم ما توصلت اليه من استنتاجات
الاشارة الى المراجع( في بعض الدراسات التي خلت من المراجع)
يمكن القول إن الرؤية البحثية التي اتبعتها الباحثة في كتابها هذا، تعتمد على التحليل الأسلوبي للروايات بهدف الوقوف على الجماليّات الفنّيّة في المضامين، والتقنيات الأسلوبيّة الحداثية في البنية السرديّة، الحوارات، الموتيفات والرموز.
يبقى أن نؤكد أن هذا الكتاب هو إضافة نوعية إلى مكتباتنا، وهو ثمرة جهود كبيرة قامت بها الباحثة د. جهينة الخطيب وتستحق على هذه الجهود كل الشكر والتقدير.
[1] غنايم، 1992، ص. 17.