سنتناول في هذه المقالة ملاحظات حول نصوص موازية/مرافقة لمتن الرواية والتي نرى بأن لها أهمية خاصة ومن المفروض أن تكون لها علاقة بالمتن وتقودنا إليه.
النّصوص الموازية/المرافقة Paratext)):
أ. الغلاف وكلّ ما عليه: اسم الشّاعر، عنوان الكتاب، صور وأشكال، ألوان، كلمات خطوط، دار النشر وغيرها.
ب. الغلاف الخلفي ومحتوياته من أشكال وصور وكلمات وألوان وغيرها.
ت. الغلاف الداخلي.
ث. الإهداء.
ج. الشعار Motto
ح. فهرست.
خ. إصدارات للمؤلّف
محتويات الغلاف: رموز فلسطينيّة ورموز اسرائيليّة
العنوان:
يعرّف العنوان مبدئيًا من خلال التّعريف الاصطلاحي التّالي: “العنوان للكتاب كالاسم للشّيء. به يعرف وبفضله يُتداول ويشار به إليه. يؤسّس (المؤلّف) علاقته هو بالنّص من خلال العنوان. والعنوان بالنّسبة للمؤلّف يمثّل أكثر من مجرّد قراءة، بل يمثّل خيارًا لما يريد لنصّه أن يقول، ويعبّر عمّا يُمثِّله النّص بالنّسبة إليه كمنتج له. (فحماوي وتد.2013) *
نرى بأنّ عنوان النّص هو كاسم المولود، فأحيانًا نختار الاسم قبل الولادة وأحيانًا ننتظر إلى ما بعدها وأحيانًا نسّمي المولود تيمّنًا بشخصيًة نقدًرها أو تأمّلًا مستقبليًا وفي جميع الحالات الاسم/ العنوان الّذي نعطيه للمولود/للنّص يعكس فكرنا وأحاسيسنا وما يجول بعالمنا نحن.
“قناع بلون السماء” هو العنوان الرّئيسي للرواية لون السماء هو اللون الأزرق – سماوي وهو أحد ألوان علم إسرائيل: أزرق أبيض. والمركب من نجمة داود بلون ازرق داكن بين خطين أفقيين ازرق داكن على حقل أبيض.
اللون الأزرق هو مجاز مرسل Synecdoche، نوع من الكناية، وهو أسلوب كلامي يستخدم فيه تعبير لجزء من الشيء للإشارة إلى الكل أو العكس. وهنا هي رمز للهوية الإسرائيليّة.
القناع: هو هويّة شخصية “أور” اليهودي التي وجدها “نور” الفلسطيني وتقنّع بها. وهي الهوية الزرقاء التي ترمز إلى الهوية الإسرائيليّة. من هنا نرى بأنّ للعنوان أهميّة خاصّة وذلك بسبب ارتباطها بالمضمون وكما نقول بالمثل: ” المكتوب يُقرأ من عنوانه”.
لون العنوان هو الأحمر الذي يمثل القوة والعاطفة والثقة، ويمثل ايضًا الغضب أو الحذر أو الخطر. على الرغم من أن هذا الّلون يمثل حالة الفلسطيني بشكل عام والأسير بشكل خاص، لكن بالنسبة لمضمون الرواية أرى بأن الّلون الأزرق يلائم أكثر.
صورة الهوية الإسرائيليّة ذات اللون الأزرق فاتح ومعلومات بالخط الأسود.
مطرزة فلسطينيّة بارزة فوق الهوية الإسرائيليّة وهي غامضة قليلًا والمطرزة الفلسطينيّة أكبر من الهوية.
صورة قبة الصخرة بارزة معلنةً فلسطينيتها وفي الخلفية الاسوار ومدينة القدس.
الشابان: هما نفس الشخصيّة ولكن الوضعية (Poza) مقلوبة وترمز إلى الهويتين واحدة حقيقيّة والأخرى مقلوبة وهي القناع.
البالونات ترمز إلى حلم الانطلاق إلى الحرية. اللون الأسود للبالون يرمز إلى الحلم بالحريّة.
ختم: يحتوي على نفس الأرقام ولكن عربيّة (هندية) وعبرية (لاتينيّة). حيفا بالعربية بالحاء كما يلفظها العربي وCAIFFA كما يلفظها اليهودي.
الغلاف الخلفي يحتوي على: ملخص القصة. تصميم الغلاف: نجاح طاهر.
بالون أسود، دار النشر: دار الآداب. تعريف بالكاتب.
الإهداء: “إلى عمّي خالد رفيقي العتيق المبدئي دومًا، وإلى عمتي ناديا إبنة حارة الياسمينة القويّة ابدًا”.
يحتوي الإهداء على كلمتين: المبدئي والقوية تعكسان قِيَم في شخصية الكاتب. في الإهداء يوجد تقييم لعمه ولعمته. عمه مبدئي ليدل على أنه مَهَماتيّ instrumental وعمته قويّة ليدل على أنها تعبيريّة Expressive.
الشعار Motto:
“غنٌيْت كي أزِن المدى المهدور
في وجع الحمامةِ،
لا لأشْرح ما يقول الله للإنسان،
لسْت أنا النبيّ لأدّعي وحْيا
وأعْلِن أنٌ هاويتي صعود” (محمود درويش: جداريّة)
هذا الاقتباس هو شعار (Motto) للرواية يُلَمِّح فيه الكاتب إلى نزول الوحي على النبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم) ويعبر فيه عن إعلانه للصمود وأن روايته ليست وحيًا فهو لا يدعي النبوءة إنما يغني تعويضًا عن حياته المهدورة.
*
فحماوي وتد، عايدة. (2013). في حضرة غيابه، تحولات “قصيدة الهويّة” في شعر محمود درويش. إصدار: مجمع القاسمي للّغة العربيّة، أكاديميّة القاسمي ومكتبة كلّ شيء. حيفا