إصدار دار الهدى، عبد زحالقة 2024
تدقيق لغويّ: محمود مرعي.
تصميم الغلاف: شادي شليوط.
اللون الأدبي: مجموعة قصصية (22 قصة قصيرة، 184 صفحة)
تحتوي المجموعة على 22 قصة قصيرة. يهدي المجموعة إلى زوجته فتحيّة ابنة القرية المهجرة صفورية.
“ طَرْقٌ على جدار الذاكرة ” هي مجموعةٌ قصصيّةٌ تحتوي على نصوص تتقارب في مضامينها، ففي أغلبها نجد الواقع الفلسطينيّ السّياسيّ والاجتماعي ونلتقي بكاتب ملتزمٍ بقضايا وطنه وشعبه وفيها عدد من التقنيات والأساليب الفنيّة نحو التفجيّة، الارداف الخلفي، الواقع والخيال، البعد العجائبي، الترميز، التناص والضديّة، التّصريح والتّلميح، وجميعها تقع تحت مِظلّةٍ الأدب الملتزم. وهذا يثبت صدق عنوان الكتاب الذي فيه تناص مع السؤال الأخير الذي طرحه غسان كنفاني في نهاية روايته “رجال في الشمس”: “لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ وعلى ماهية ذلك يقول د. سليمان صالح (2022). “كان السؤال صرخة يمكن أن توقظ أمّة لا تقل حالها سوءًا عن معاناة وآلام أولئك الرجال الفلسطينيين الذين بحثوا عن حل لمشكلتهم الفرديّة بالهرب إلى الكويت في خزان شاحنة يقودها أبو الخيزران الذي فقد رجولته”.
والذاكرة هي “خزانة القلب” كما ورد على لسان زياد خداش في قصته “حبيبتان في خزانة القلب”: ” لي حبيبتان هادئتان، جامعة بيرزيت وجامعة اليرموك، تعيش الجامعتان داخلي بشكل غريب، لا غيرةَ لا فضول، لكلتيهما غرفة في أعماقي، لكلتيهما صوت خاص وذكريات مرتبة في خزانة القلب ……….. في داخلي تعيش حبيبتان”(موقع الكوفية 15.9.2020. عن جريدة الأيام)
اخترنا دراسة خمس قصص من المجموعة نراها مركزيّة في كامل المجموعة:
حب قاتل، عُقلَة الإصبع بين طيرول والغول، ليلة القبض على الديك، خمس دقائق هزّت كياني، تينة أبي ليست حمقاء.
- قصة حب قاتل
“حب قاتل”-هو تعبير نسميه إرداف خُلفي “أكسيمورون” وهو صورة بيانيّة وكما تعرّفه ريما أبو جابر برانسي (2013) “تعبير يجمع بين متناقضين مما يمنحهما معنى جديدًا، مثلًا: صوت السُّكون، غضب المحب. الأوكسيمورون هو مميّز مهم للّغة الشعريّة الحديثة، إنّه ظاهرة استعاريّة مجازيّة في الشّعر العربي وفيه تمازج ضدّي”.
الحُب هو مجموعة متنوعة من المشاعر الإيجابيَّة والحالات العاطفيّة والعقليّة قوية التأثير، تتراوح هذه المشاعر من أسمى الأخلاق الفاضلة إلى أبسط العادات اليوميَّة الجيّدة، والمثال على اختلاف وتنوُّع هذه المشاعر أنَّ حبّ الأم أو الأخت يختلف عن حبّ الزوج ويختلف عن حبّ الطعام، ولكن بشكل عام يشير الحبّ إلى شعور الانجذاب القويّ والتعلُّق العاطفيّ بالشخص(الويكيبيديا).
أريك فروم في كتابه “فن الحب”:
- الحبّ الطفولي يسير على مبدأ “إنني أحِبّ لأنني محبوب”.
- الحبّ النفعي يسير على مبدأ “إنني احبّك لأنني احتاج إليك”.
- الحبّ الناضج يسير على مبدأ “إنني احتاج إليك لأنني أحبّك”.
الحبّ ليس مجرد شعور قويّ، إنه قرار، إنه حكم، إنه وعد. الحبّ هو: عطاء، عفو، خدمة وحماية. وجبران خليل جبران في كتاب النبي يقول:” لأنه كما أن المحبة تكللكم، فهي أيضًا تصلبكم. وكما تعمل على نموكم، هكذا تعلمكم وتستأصل الفاسد منكم”……. “المحبة تغربلكم لتحرركم من قشوركم. المحبة تطحنكم فتجعلكم كالثلج أنقياء، المحبة تعجنكم بدموعها حتى تلينوا….”
ما هو الحب القاتل؟
القتل هو الإماتة ولكن في تعبير “الحبّ القاتل” نجد استعارة لكلمة “القاتل” بمعنى مختلف وهو العشق الجنوني او الهيام. إنسان يهيم رومانسية وعواطف رقيقة تجاه المحبوب، يدرك جيدًا أنه لن يستطيع العيش من دونه، لكنّه في نفس الوقت هو متيقن أنه لم ولن يكون له مهما فعل ومهما تمنى ومهما طال الانتظار، هذا هو شعور الحب القاتل، حين تشعر من خلاله أنك تفقد كيانك وحبّك للحياة.
سنفحص ماهية العنوان ومتن القصة حسب سيرورتها ونعتمد على نظرية التفجية كما ورد في دراسة “نظام التّفجية وحوارية القراءة للدّكتور إبراهيم طه: يؤمِن د. إبراهيم طه بثنائيّة الحوار بين النّصّ والقارئ التي تنتهي بإحساس القارئ بالإشباع النّصّيّ والنّفسيّ، وبالتّلاقي مع النّصّ. هذا يعني أنّ النّصّ مبنيّ على فجوات يجب على القارئ النّظر فيها حتّى نصل إلى نتاج أدبيّ ذي دلالة. وجود الفجوات في النّصّ يمسّ بغريزة الإنسان وفطريّتة للمعرفة ممّا يولّد عنصر التّشويق، وعلى القارئ طرح تساؤلاتٍ لملئِها، والنّصُّ الممتلئُ بالفجواتِ فيه الكثيرُ من المماطلةِ.
الفجوة إذًا متعلّقة بالقارئ قبل أن تتعلّق بالنّصّ، ذلك للشّعور بفراغ معيّن بأن أخفى وغيّب الكاتب معلومات يراها القارئ هامّة لمواصلة القراءة أوّلاً، ثمّ للفهم ثانيًا، والقارئ هو المسؤول عن الكشف عن مكان وحيّز الفجوة.
اللغة عاجزة عن إدراك كلّ ما نحتاج إليه. وبالتّالي فالنّصّ ناقص لأنّ اللغة أصلا عاجزة على شمول الواقع بكلّ تفاصيله، إلا أنّها تقرّب لنا الواقع مقارنة مع حقيقته.
يسعى الكاتب إلى إنقاص معطيات في النصّ، وغيابها أو حذفها يشكّل فراغًا وبعض هذه الفجوات ضروريّة جدّا، لا تقصيرا بل عمدًا لجذب القارئ.
فجوات النص:
الاستطراد، الاسترجاع، التّدريج والتّمديد، التّضليل، التّغليق.
فجوات القارئ:
الحذف، التّرميز، الإغراب، التّناصّ، العلاقة الضّديّة.
أمثلة:
حبٌ قاتلٌ: لأول وهلة يعتقد القارئ أن الاسم يدل على حبّ بمعنى هيام ولكن كانت النتيجة قتل إي إماتة الخصم في الحب وهذا ما كشفه الكاتب في آخر فقرة.
الفجوات في الحبكة:
جاب فيها: من هو؟
قاعة المطعم الفخم: أي مطعم وأين موقعه؟
شاطئ البحر: أي بحر؟
أعتاد زيارته (المطعم): متى في أي وقت؟
صاحب المطعم: من هو؟
همس (الزبون في المطعم) في اذنه بضع كلمات: ماذا همس؟
فَضَّل الرجل الجلوس إلى الطاولة القريبة من النافذة الزجاجية…: لماذا؟
زبائن المطعم من الطبقات الراقية والمتنزهين: ما هي مميزات المطعم ومن هم الناس ومن أين ولماذا؟
الأطعمة الشهيّة: أي أطعمه؟
تناول الزبون طعامه: ماذا أكل؟
سد الفجوات:
هزت النادلة رأسها بالموافقة فالزبون مألوف لديها: كَشَفَ التفجية عندما همس في اذنه انّها فتاة في مقتبل العشرينات من العمر … واسمها سعاد-كشف التفجية.
ومنظر سعاد النادلة الجميلة، تنتصب أمامه بساقين شبه عاريتين كعمودي مرمر-كشف عن نوايا الزبون نحو سعاد. وعندما صرح لها – لأنَّني أحبُّك.
تركته يلمسها كيفما شاء وكلَّما تجاوز الحدود صدَّته وهي تقول: هذه المنطقة من المحرمات حتى تثبت أنك تستحقها. السؤال في ذهن القارئ “كيف يثبت أنه يستحقها”
النهاية تفاجئ القارئ: الزبون يعتدي على سرحان الذي عاكسها وحاول في الماضي اغتصابها… هنا فكر الزبون أن فرصته حانت ليثبت أنه يستحقها لذلك اعتدى على سرحان وقتله. هذه النهاية تفاجئ القارئ لأن من يحب حقًا لا يقتل بل يعطي ويعفو ويحمي ويخدم.
لا اعتقد ان القصة حقيقية. ولا أعتقد أنها تحدث في مجتمعنا. تبدو غريبة. ربما غربية.
- قصة “عُقلَة الإصبع بين طيرول والغول”
يحاور الراوي في هذه القصة شخصية غير واقعية من قصة أخرى للأطفال “عُقلَة الإصبع” هذا ما يسمى بالبُعد العجائبيّ، الذي فيه تجاوز الواقع نحو اللا واقع من خلال التعجيب والتغريب. يقوم الأدب العجائبي على تداخل الواقع والخيال، ويقع القارئ بين عالمين: عالم الحقيقة وعالم التخييل. ويتميز بالانزياح والخروج عن المألوف وتجاوز الواقع إلى المتخيّل، فيتأرجح النّصّ بين الحقيقة والمجاز، بين الغريب والعجيب، بين المعقول واللامعقول.
تقوم هذه الموضوعات على أحداثٍ غريبةٍ تصيب القارئ بالتردّد والحيرة ويحاول القارئ ان يجد لها تفسيرًا، نحو قصة ” عُقلَة الإصبع “.
الغرابة في هذه القصّة أن الكاتب يرفض واقع الحياة ويخلق واقعًا نصيًّا خاصًّا، ممَّا يتطلب من القارئِ أن يكون حذرًا، بسبب عدم واقعية الأحداث، نصوص كهذه تتطلب معرفة وثقافة واسعة وخيالًا كبيرًا.
عُقلَة الإصبع
عُقلَة: ما يُعقَلُ به كالقيْدِ أَو العقال. سمي الخنصر بهذا الاسم لأنه أول الأصابع وأصغرها.
“عُقلَة الإصبع” هي قصة يعرفها معظم الأطفال من خلال المجلات المصورة أو أفلام الكارتون، ولكنها في الأصل حكاية خرافية شهيرة ألفها الكاتب الفرنسي شارل بيرو ونشرت عام 1697 في مجموعة “حكايات من الماضي”، وتدور حول حطَّاب كانت زوجته ولوداً، فتضع التوائم ما ضيق الحال عليه، حيث صار لديه سبعة أولاد أكبرهم في العاشرة وأصغرهم الذي في السابعة دميم ضئيل كما الإصبع، فسماه “الأصيبع” ورغم أنه كان أذكى الأولاد إلّا أنه أتعَبَ والديه هو وإخوانه بسبب قلة الطعام المتوفر، فاتفق الوالدان ليلاً على نبذ الأولاد في الغابة حتى لا يشاهدوا عذابهم البطيء في الموت من الجوع، وسمعهما الأصيبع، فاحتال للأمر وذهب وملأ جيوبه بحصى الشاطئ، ولما حل الليل سار الأبوان بالأطفال، فصار الأصيبع يلقي الحصى كل بضع خطوات، ليحفظ خط العودة بإخوانه إلى البيت من نفس الطريق، فلما تركهم الأبوان في الغابة بكى الأطفال فأسكتهم الأصيبع وأعادهم إلى البيت، متتبعاً تلك الحصى التي كان يلقيها فرجعوا إلى البيت سالمين. وفي طريق العودة طاردهم غول الغابة ليأكلهم واستطاع ان يتخلص منه وأن يقضي على شوكته وجبروته وبسبب هذا الانتصار تحول إلى بطل في عيون الأطفال وتحوَّل الغول إلى اضحوكة في أعينهم.
وهناك نسخة أخرى من القصة في “حكايات الأخوين جريم” والتي صدرت في منتصف القرن التاسع عشر، حيث نقرأ عن زوجين لا ينجبان، وفي إحدى الأمسيات بجوار نار المدفأة تتمنى المرأة أن تنجب طفلاً ولو كان في حجم إصبع الكف، وبالفعل تضع بعد سبعة أشهر صغيرًا بالمواصفات نفسها. يعكف الأبوان على تغذيته بمختلف أنواع الطعام حتى ينمو، ولكنهما يكتشفان أن هذا هو حجمه الذي سيلازمه طوال عمره. هو أقرب إلى دمية، يشعر الأب باليأس، لأنه كان يحلم بصبي يساعده في أعمال الحقل، ولكن عُقلة الإصبع يفاجئه، حيث يقود عربته الفارغة من خلال جلوسه في أذن الحصان وتوجيهه نحو الحقل.
طيرول
هو شخصية تشبه الغول في بلادنا بكل شيء، كما يقول الراوي على لسان “عُقلَة الإصبع” أو “الأصيبع” وكما يبدو سمي هذا الغول الغربي على اسم الولاية النمساويّة “طيرول” التي كما يبدو يزورها الراوي ومعه في حقيبته “عُقلَة الإصبع”، الذي ذاق طعم انتصاره على الغول ويريد الآن التعرف إلى شخصية طيرول ويقول: “أنا بشوق لمغامرة جديدة معه في هذه البلاد الجميلة”. يحاول الراوي إقناعه بعدم خوض هذه التجربة معتقدًا أن طيرول سيهزمه بِقِيَمِهِ الحضاريّة والإنسانيّة العالية التي اكتسبها من الناس، من عادات الناس وتقاليدهم وثقافتهم رغم أنه ليس إنسان بل كائن اسطوري يعيش في خيال عامة الناس، فقد استطاع أن يجعل الناس تحبه، لأنه تبنى ثقافتهم، أحب الناس وأحبوه وجعلوا منه بطلًا قوميًا يتمسكون به. وهنا نرى مقارنة بين الغول في بلادنا وطيرول الغول الغربيّ. والغول كلمة مشتقة من غالو، وهي كائنات شيطانية في الأساطير السومرية والأكادية، وهو كائن خرافي يرد ذكره في القصص الشعبية والحكايات التراثية ويتصف بالبشاعة والوحشية والضخامة، وغالبا ما يتم إخافة الناس وخاصة الأولاد بقصصه قائلين: “إذا تعمل كذا يأتي الغول ويأكلك” أو “الآن سيظهر الغول إذا لم تنم”، وممكن أن يقال “هذا يشبه الغول” ويقصد به الشتم أو الاستهزاء بأحد وهو أحد المستحيلات الثلاثة عند أهل الجزيرة العربية. في الجاهلية، لم تسافر العرب بسبب الغول. ولكن عندما جاء الإسلام نزع تلك الأفكار. وقيل هو أحد أنواع الجن. مقارنة مع شخصية طيرول، الذي يساعد الناس وهو محبوب عندهم. الكاتب يُجري مقارنة، كما نرى، بين ثقافتنا التي تتميز بالتوجهات الشخصية والتي يتمركز “الأنا” في دائرتها، وبين الثقافة الغربية التي تتميز بالتوجهات الموضوعية التي تؤمن بالتغاير والـ “نحن” في مركز دائرتها.
يجدر بنا أن نتعرف إلى مكان الرحلة في القصة وهي، في نظرنا، ولاية طيرول النمساوية التي تتمتع بشهرة عالمية نظرًا لغناها بمنتجعات التزلج، وقد استضافت عاصمتها إنسبروك الألعاب الأولمبية الشتوية مرتين، فهي وجهة مثالية في فصل الصيف للاستمتاع بالطبيعة والمناظر البانورامية لجبال الألب. وتقع المنطقة في وسط أوروبا.
ينجذب الناس من جميع أنحاء العالم لزيارة قمم طيرول المثيرة للإعجاب والوديان ذات المناظر الخلابة ومرتفعاتها الوعرة ومراعيها الجميلة. يمتاز عالم جبال طيرول، بتنوعه الرائع، المحيط المناسب للهوايات الرياضية وأجواء التمتع الهادئة والتأمل والكثير من الأشياء الأخرى. يقترن المنظر الطبيعي الجميل بالثقافة الغنية، وكانت جبال طيرول على الدوام موطنًا للحكام المنفتحين ثقافيًّا ورعاة الموسيقى والفن المعماري والرسم. ما يجعل من منطقة طيرول فريدة أيضاً هو موقعها المركزي ليس في قلب النمسا فقط ولكن في أوروبا أيضاً، فهي تتمتع بوجود طرق مواصلات قريبة من الامتداد الكامل لطرق المرور الرئيسيّة المؤديّة لألمانيا في الشمال وإيطاليا في الجنوب وسويسرا في الغرب (الموسوعة الحرة-الويكيبيديا).
قصة عقلة الإصبع/ فاطمة التميمي
يحكى أنّه عاشت امرأة وحيدة في كوخ صغير في الغابة، وكانت تشعر بالحزن لأنها وحيدة.
في يوم من الأيام خرجت المرأة لتسقي أزهارها وهي تبكي، فرأتها من بعيد ساحرة كانت تتجول في الغابة.
اقتربت الساحرة من المرأة وقالت لها: ما بكِ أراكِ حزينة، لماذا تبكين؟
ردّت المرأة: أتمنى أن تكون لدي طفلة صغيرة أُربيها وأعتني بها، فأنا أعيش وحيدة في هذا الكوخ.
قالت الساحرة: حسنًا، خذي هذه البذور السحرية وازرعيها واعتني بها واسقيها كل يوم، وانتظري ما الذي سيحدث.
أخذت المرأة البذور من الساحرة وفعلت كما طلبت منها، فكانت تسقيها كل يوم حتى كبُرت وأصبحت زهرةً جميلةً، فقالت المرأة: يا لها من زهرة جميلة ثمّ قبّلتها، فتفتّحت الزهرة وبدت في داخلها فتاة صغيرة جميلة جدًا.
دُهشت المرأة مما رأت، لكنها فرحت كثيرًا بالفتاة وقررت أن تعتني بها وأسمتها عقلة الإصبع.
مرت الأيام وعقلة الإصبع تعيش مع المرأة في كوخها بسعادة وهناء، وفي ليلة من الليالي بينما كانتا نائمتين دخلت من النافذة ضفدعة كبيرة لتأخذ طعامًا من الكوخ، فوجدت عقلة الإصبع أمامها، وقررت أن تأخذها معها إلى المستنقع.
سارت الضفدعة وهي تحمل عقلة الإصبع النائمة حتى وصلت إلى المُستنقع، فوضعتها على ورقة شجر كبيرة كانت طافية فوق سطح الماء.
في صباح اليوم التالي استيقظت عقلة الإصبع ووجدت نفسها في مكان غريب عنها، فشعرت بالخوف وبدأت بالبكاء، ولم تكن الضفدعة موجودة وقتها.
سمعت الأسماك الصغيرة بكاء عقلة الإصبع، فأشفقت عليها وقررت مساعدتها وبدأت تدفع الورقة التي تقف عليها عقلة الإصبع حتى وصلت إلى اليابسة.
شكرت عقلة الإصبع الأسماك الصغيرة وبدأت تركض بسرعة بعيدًا عن المستنقع.
في منتصف الطريق جلست عقلة الإصبع لتستريح، فشاهدت عصفورًا ساقطًا على الأرض يتألم، فاقتربت منه ورأت قدمه مجروحة.
حزنت عقلة الإصبع على العصفور وقررت مساعدته، فأحضرت بعض أوراق الشجر ولفّت بها قدمه المجروحة.
شكر العصفور عقلة الإصبع ودعاها لتبقى معه في عشّه حتى تُشفى قدمه، فوافقت عقلة الإصبع.
مرّت عدة أيام وشُفيت قدم العصفور، فقال لعقلة الإصبع: والآن يا عقلة الإصبع كيف يمكنني أن أساعدكِ كما ساعدتني؟
قالت عقلة الإصبع: أريد أن أعود إلى الكوخ الذي كنتُ أعيش فيه.
قال العصفور: حسنًا، اركبي على ظهري.
انطلقت عقلة الإصبع في الأجواء على ظهر العصفور، وكانت تشعر بالسعادة، وكلّما مرّ العصفور من فوق كوخ يقف أمام النافذة لترى عقلة الإصبع من في الداخل، حتى وصلا إلى كوخ المرأة.
أنزل العصفور عقلة الإصبع عند باب الكوخ وشكرا بعضهما البعض، وانطلق العصفور عائدًا إلى عشّه.
دقّت عقلة الإصبع الباب، ففتحت لها المرأة وهي تبكي، وما إن رأتها حتى حضنتها بقوّة وهي تقول: آه، لقد عادت ابنتي الجميلة عقلة الإصبع.
- قصة ليلة القبض على الديك
“ليلة القبض على الديك” هي القصة الثالثة في المجموعة. تتناول هذه القصة قصةُ ديك ام عرب من قرية عين الرُّمَانة، الديك الذي “حرص على حماية دجاجاته والدفاع عن بيته من كل خطر دائم” (ص 26) اعتاد هذا الديك أن يطلق صيحاته الصباحية لينهض أهالي عين الرمانة من نومهم فرحين ويخرجون لصلاة الفجر ولأعمالهم اليومية كعادتهم، وفجأة “في تلك الليلة، أحس أهالي قرية عين الرمانة بحركة غير اعتيادية…………. حيث إن مجموعة كبيرة من الذئاب الشرسة، ترافقها مجموعة أخرى من الثعالب البريِّة، وبدون استئذان دخلت بيت الصفيح في عتمة الليل، حيث كان يبيت الديك مع دجاجاته، وراحت تعبثُ في القُنّ فسادًا ودمارًا، وتركض خلف الدجاجات لتفترسها، وتبحث عن الديك لتَقتَنصَهُ”. (ص 26). عندما شعر الديك بالخطر يداهمه صاح داعيًا جميع من في قُنِّه وجميع الحيوانات الأليفة في قرية عين الرمانة من أجل التصدي للعدو الذي تَعَدّى عليهم. استبسلوا في الدفاع عن أنفسهم وعن القرية وكانوا متضامنين ومتماسكين حتى اضطر سيد الذئاب والثعالب، سيد الغابة، إلى الخضوع لطلباتهم ولكنه أضمر لهم الشَّرّ.
تحمل هذه القصة بعض الإشارات والدلالات الواقعيّة، مثل ذكر اسم موقع الأحداث: قرية عين الرمانة، أم عرب والغابة والديك والدجاجات والحيوانات الأليفة والذئاب الشرسة والثعالب البريّة وسيد الغابة.
مضمون هذه القصة يأخذ القارئ إلى أحداث سياسيّة واجتماعية آنية تتناولَ الواقع الفلسطينيّ بأسلوب الترميز، والكاتب هنا لم يكن محايدًا إنما ملتزمًا بقضايا وطنه، بالقضيّة الفلسطينيّة على الرغم من أنَّ الواقع الفلسطيني السّياسيّ والاجتماعيّ، خرجَ عن القصص الفلسطينيّة المألوفة. فالكاتب نقل ما حلّ بالشّعب الفلسطينيّ بأسلوبٍ رمزي استثمر فيه أساليب فنيّة حداثيّة نقل بواسطتها الواقع بشكل يحفِّز القارئ ويثير تفكيره مباشرة في القضيّة الفلسطينيّة.
التّرميز:
“نظامٌ يحتوي ثلاثةَ أقسامٍ: الإشارة، الرّمز والمبنى الرمزيّ المتكامل. هذا الأسلوب عمومًا يعتمد على ثنائيَّةٍ فيها يُظهِر النّصُّ معلوماتٍ جزئيَّةً، على القارئ الاهتداء إلى معناها ليملأ بها الفجوة التي تركت، مع احتمال أنّ مهمّة ملئها قد تطول وتقصر، وقد تتعسّر أو تتيسّر”. (طه)
في قصّة “ليلة القبض على الديك” الإشارة واضحة:
“قرية عين رمانة” (قرية رمانة قريبة من قرية الكاتب) إشارة إلى أي قرية أو مدينة ترزخ تحت الاحتلال.
إم عرب: المرأة الفلسطينية
الرمز ايضًا واضح: الديك الشجاع يرمز إلى قيادة المناضلين الشجعان: “الديك معروف بنشاطه وبحرصه الشديد على حماية دجاجاته والدفاع عن بيته من كل خطر ” (ص 26).
الديكة والدجاج والصيصان والكلاب الأليفة في القرية هم مساعدوه. (ص 27) الذئاب الشرسة، الثعالب تدخل بيت الصفيح (بيوت القرية) في عتمة الليل وراحت تعيث في القنّ فسادًا ودمارًا وتركض خلف الدجاجات لتفترسها، وتبحث عن الديك لتقتنصه” (ص 26).
“الغابة” إشارة إلى قواعد جيش الاحتلال ومستوطناته وقاعات محاكمه.
المبنى الرمزيّ المتكامل: جاء في حالة الصراع الدائرة بين الديك ومساعديه من ناحية ومن الناحية الأخرى عدوهم وهو سيد الغابة والذئاب والثعالب، والحالة المقابل هي الصراع الدائر بين الشعب الفلسطيني والمحتل.
تجدر بنا الإشارة أن التعبير: “من واجبنا ومن مصلحتنا الوطنية والأمنية أن نشجع المواطنين على الهدوء” هو تصريح مباشر عن الترميز في هذه القصة للواقع الفلسطيني وخاصة استعمال التعابير الثلاثة: الوطنية والأمنية والمواطنين.
تربية القيم في هذه القصة:
التضامن والتماسك والمطالبة بالحقوق تؤدي إلى تحقيق الأهداف ومقابل ذلك عدم الثقة بوعود العدو الذي يريد مصلحته هو: “نظر سيّد الغابة إلى المحتجين من سكان القرية، فأصابه الخوف والذهول من تضامنهم وتماسكهم……. وقال: من واجبنا ومن مصلحتنا الوطنيّة والأمنيّة أن نشجع المواطنين على الهدوء، خاصة أثناء نومهم والويل لمن تُسَوِل له نفسه إزعاج النائمين” (ص 29) …………. وأخيرًا اضطرّ سيد الغابة إلى إطلاق سراح الديك الجميل دون قيد أو شرط ولكنه أضْمَر لهم الشر وتوعدهم بالعقاب الشديد وهكذا تقوم الحيوانات البريّة بهجومٍ على القرية وحيواناتها كلما سنحت الفرصة”(ص 31). هكذا يفعل عدو القرية.
- قصة خمس دقائق هزت كياني
بين الواقع والخيال
قصة “خمس دقائق هزت كياني” هي قصة حقيقيّة والقصة الحقيقيّة هي قصة واقعية تسرد أحداثًا وقعت في الحقيقة وهي تصريحيّة تأتي بلغة لا تحتمل المجاز ولا التَّأويل وتطرح المعنى المقصود بشكل مباشر دون غموض. إنها قصص مريحة للقارئ ويقرأها بإسهاب مع ذلك لها قوة كبيرة في إثراء خياله فهي تسلط الضوء على جوانب مختلفة من الحياة المعهودة له، وكثيرًا ما تثير خياله وتصوراته للأحداث وغالبًا ما تحمل في طيّاتِها دروسًا لم ينتبه لها.
تقول عويضة (2019) أن القصص الواقعية “تحمل عدّة إشارات توحي بواقعيّتها، ويتجلّى ذلك بشكلٍ واضحٍ، من خلال ذكر دلالات واقعيّة، نحو ذِكر أسماء أشخاص ومواقع منها كما تحيل بعض هذه النّصوص في مضمونها إلى أحداثٍ سياسيّةٍ، اجتماعيّةٍ وفكريّةٍ، متجاوزة الكتابة التقليديّة من خلال أسلوبٍ خاصّ”.
في قصة “خمس دقائق هزت كياني” وردت أسماء ومواقع معروفة للقارئ منها:
حسن والعائلة، زوجته سميرة وبناتهما ديمة وشادن. الأسير ناصر والأصدقاء ومواقع عديدة، مثل حيفا والكرمل والسجن والزنزانة ونباتات، نحو الزعتر والخبيزة والليمون والعكوب.
الإحالة إلى أحداثٍ سياسيّةٍ، اجتماعيّةٍ وفكريّةٍ وردت في: التعابير: زنزانة، جدران صماء، سماء الوطن، عتم الزنزانة الحزين، رائحة القهر وغيرها.
الخيال في هذه القصة هو قصة ناصر في السجن ومحادثته بالهاتف مع حسن التي أثّرت عليه بأن توقفت أنفاسه فجأة، تحطمت جدران زنزانته، انكشف نور الشمس ساطعًا، وتخيّل الكرمل والنباتات والروائح وانفجر فكره وقال قصيدته وهكذا خمس دقائق هزت كيانه وكانت تكفيه ليتخيّل أنه خارج السجن: “خمسة دقائق غيَّرت كيانه وهزَّت وجدانه، خرج من مقعده كالمارد، وقف إلى جانب حسن، ركض معه نحو أشتال الزعتر، شاهد زوجته سميرة وابنتيه ديمة وشادن يتقافزن على الصخور الكرمليّة… كان ناصر يضحك وهو يركض في البرية يفتح ذراعيه للريح يحتضن كلّ فلسطين” (ص89).
كيف وجدنا حقيقة القصة: بالإضافة إلى تصريح الكاتب لي عرفت كل شيء حولها من حسن، فهو شخصيّة مركزية في القصّة بالإضافة إلى ناصر.
شخصيات القصّة:
- ناصر:
الأسير ناصر الشاويش في العقد الخامس من العمر من بلدة عقابا في محافظة طوباس، عامه الـ 23 في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد نادي الأسير بأن الشاويش تعرض للمطاردة قبل اعتقاله، ولاحقًا واجه تحقيقًا قاسيًا استمر ثلاثة شهور، وبعد عام على اعتقاله حكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد أربع مرات. وللأسير ابنة وابن، حينما اُعتقل عام 2002، كانت ابنته “هبة الله” تبلغ من العمر سنة وثمانية شهور، وابنه “خالد” أربعة شهور، وتمكّن من رؤية أطفاله لأول مرة عام 2005. وسببت له ظروف الاعتقال القاسية، مشاكل صحية، في العظام والعمود الفقري، وما يزال يعاني حتّى اليوم، وخلال هذا العام تعرض لجلطة، وتفاقم وضعه الصحي مقارنة مع السنوات الماضية، جرّاء سياسة الإهمال الطبي. وتمكّن خلال سنوات اعتقاله من استكمال دراسته، وحصل على درجتي البكالوريوس والماجستير، وصدر له مؤخرًا ديوان شعر بعنوان “أنا سيّد المعنى”. وهو شقيق الأسير خالد الشاويش المحكوم بالسّجن 11 مؤبدا.
- حسن:
حسن عبادي/حيفا: محام (صاحب مبادرة “لكل أسير كتاب” و “من كل أسير كتاب”) مواليد 1959.
يقول حسن في كتاباته عن مشروعه المذكور: “بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019 (مبادرة شخصيّة تطوعيّة، بعيداً عن أيّ أنجزه و/أو مؤسسّة)؛ تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة.
إصداراته:
إيڨا شتال حمد. (2020). أممية لم تغادر التل.
لا تعجب، زعترنا أخضر. (2021). قصائد حول تل الزعتر. بمشاركة فراس حج محمد.
على ضوء شمعة. (2022) قصص الأسرى داخل السجون.
على شرفة حيفا. (2023). مجموعة قصصية. بمشاركة فراس حج محمد.
- سميرة زوجة حسن ممرضة في مشفى رمبام. حيفا.
- ديمة وشادن بنات حسن وسميرة.
- قصة تينة أبي ليست حمقاء
التناص والضدية:
التناص هو علاقة بين نصين أو أكثر وهذا يتطلب من القارئ معرفة النص الذي يحاوره النص الأصلي حتّى يفهم ما فيه. قصة “تينة أبي ليست حمقاء” تحاور بشكل ضدّي قصيدة إيليا أبو ماضي “التينة الحمقاء”.
تتناول قصة “تينة أبي ليست حمقاء” قصة تينة أب الراوي المهددة من السلطات المختصة بالاقتلاع مدعيّة بأنها ستقوم بعملية تجريف من أجل تطوير المنطقة التي يقوم عليها بيت جدِّه بساحته وجدرانه وسوره التاريخي الجميل المحيط بالبيت وإزالة كل محتوياته، بما فيه اقتلاع شجرة التين التي زيّنت ساحة الدَّار منذ عشرات وربما مئات السِّنين. ويصرِّح الراوي أن هذه التينة هي جزءًا من قضيّته وأوصاه والده: “إيّاك أن تفرط بشجرة التين التي في ساحة البيت، حافظ عليها يا بني”
أما قصيدة “التينة” الحمقاء فهي عبارة عن قصة التينة الحمقاء التي تحدّث باقي الاشجار وتخبرهم بقرارها التوقّف عن العطاء لغيرها لعدم رضاها عن نصيبها:
” بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني
عندي الجمال وغيري عنده النظر ”
وعند عودة الربيع تزيّنت فيه الأشجار بالثمر واخضرّت أوراقها إلّا التينة التي بقيت يابسةً فيقول الشاعر:
عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه / فازّينت واكتست بالسندس الشجر
وظلّت التينة الحمقاء عاريّة / كأنّها وتد في الأرض أو حجر
ولم يطق صاحب البستان رؤيتها، / فاجتثّها، فهوت في النار تستعر
والبيت الأخير هو حكمة القصيدة:
“من ليس يسخو بما تسخو الحياة به/ فإنّه أحمق بالحرص ينتحر”
في هذا البيت يحث الشاعر على العطاء ورفض البخل.
أسلوب القصيدة هو التشبيه التمثيلي الذي يرمز به الأحمق والبخيل بالتينة الحمقاء. ويشجعنا الشاعر بالابتعاد عن المنفعة الشخصية والسير في درب العطاء وحال نفسه تقول:” خير الناس أنفعهم للناس”.
تنفيذ وصيَّة الاب:
بعد أن اقتلعت السلطات المختصة التينة قام الراوي بأخذ من أغصانها الذابلة اقلامًا طريّة وزرع بدل الغرسة عشرًا (ص115) وهي تنتظر العودة إلى الأرض وهكذا تكون وصية أبيه بقيت أمانة في عنقه.
البعد الفلسطيني:
مضمون القصة يأخذ القارئ إلى أحداث سياسيّة واجتماعيّة آنيّة تتناولَ الواقع الفلسطينيّ بأسلوب الترميز، والكاتب لم يكن محايدًا إنما ملتزمًا بقضايا وطنه وشعبه فالكاتب نقل ما حلّ بالشّعب الفلسطينيّ بأسلوبٍ رمزي استثمر فيه أساليب فنيّة حداثيّة نقل بواسطتها الواقع بشكل يحفِّز القارئ ويثير تفكيره مباشرة في القضيّة الفلسطينيّة.
تصرفات السلطات المختصة:
- السلطات المختصة تُعْلِم أصحاب البيت بعمليّة التجريف.
- التينة هي جزء من قضيّة الراوي.
- السلطات المختصة هي عدوٍ مُغتصب يقتحم مجالهم.
- السلطات المختصة رفضت توجهات أصحاب البيت لإبطال عمليّة التجريف.
- جاءت قوات السلطات المختصة كخفافيش الليل تحت جنح الظلام يحملون الحقد في قلوبهم… مدججين بآلات الموت، واقتلعوا الحياة.
- كان الراوي يعلم أن الأمر مقضيٌّ وأن معركته مع السلطات خاسرة
تصرفات أصحاب البيت والتينة:
- تعلق أهل البيت والجيران والضيوف بالتينة ومحبتهم لها.
- التينة مرتع للدجاجات ومأمن من كل عدوٍ مُغتصب يقتحم مجالهم.
- التينة هي صومعة الديك ومئذنته.
- كان الأب يعتني بها في كل المواسم.
- زينت التينة ساحة البيت الكبير وهي جزء منه ومن حياة سكانه.
- وصيّة الأب لابنه: إياك أن تُفَرِّط بشجرة التين في ساحة البيت.
- التينة تروي قصة كل واحد منّا في لحظة ما. إنها شاهد على التاريخ.
- أخذ الراوي من الأغصان الذابلة اقلامًا طريّة وزرع بدل الغرسة عشرًا وكلها تنتظر لحظة العودة إلى الأرض.
المصادر
إبراهيم طه، “نظام التفجية وحواريّة القراءة”، الكرمل: أبحاث في اللّغة والأدب، 14 (1993).
خداش، زياد. (2020). “حبيبتان في خزانة القلب”. موقع الكوفية 15.9.2020. (عن جريدة الأيام”. https://www.alkofiya.org/index.php/post/81299
ريما أبو جابر برانسي، “الإرداف الخُلفي (الأوكسيمورون) في الشعر العربي ومساهمته في بناء المعنى”. كلّ شيء: حيفا ومجمع القاسمي للّغة العربيّة: باقة الغربيّة. (2013).
صالح، سليمان. (2022). “سؤال كنفاني الأخير: لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟!”. موقع الجزيرة 24.1.2022. https://www.aljazeera.net/opinions/2022/1/24
علا عويضة، ” “غَيبةُ الغَنمة” بين سُلطَتين” ملحق جريدة الاتحاد حيفا (17/08/2019)
مصطفى عبد الفتاح، “طَرْقٌ على جدار الذاكرة”. دار الهدى، عبد زحالقة. (2023).
الموسوعة الحرة الويكيبيديا.