… ويجلجل في فضاء السكون صمت يهزهز القرط في أُذني عنقودًا حباته ثلاث… عمره عمر قلم طيّب اللغو ثرثار… فيسكت! وتتأرجح الجرسيّة رنينها همس إلى ظلّ الشمس يسبقني، كما الدوّامة في رأس الكرى تدور… تسدل الستار على حلم يتناوم، فأقوم أهدر كالطاحون. لكنّ آذار طحّان حكايات ربيعيّة عَجول، لا يمهلني حتى أُساوم الغيم على فسحة مع الشمس نلمّع حبات الأُقنوم: الوعد والعهد والقسَم. فقد أقسمتُ ألّا أخون أو أنسى ربة الحياة وهالتها حبّ وجمال وطيف أُمّ حنون ما كانت أناها يومًا لها!
هي أُمي بنت الحياة الأنا المنذورة للعطاء. شاعرة سمّيتها ترنيمة آذار وروحها قصيدة تنهلّ أدعية تجعل الصبح على وقعها طقسًا من الجنون! عيناها مقطوعة مجنونة تحرّك الساعات، تنقّط الأيام برذاذ يبلسم الأُمسيات! ويداها عشرون حرفًا بها تنظم الفصول فرشًا وثيرًا، في فناء الدار تبسطه احتفالًا بأعياد الأجنحة المرفرفة في سماها… وتنسى أنّ الثاني من تموز يكون لها عيد! وأنّ الحادي والعشرين يكون لها مع الربيع عيد آخر!! ما أصدقَ كذبَأُمي! وأبيضَ كذبَ الأُمهات!!
مشغولة أُمي بلفلفة الليل متى برد، وعشر أصابعها مدافئ مشتعلة ما دام البيت مرتعد الأكتاف! مشغولة أُمي بنشر منديلها العسليّ مظلة نفحات ترشرش الأدراج ابتهالات… “وتَلْقَحْ” مريولها الطحينيّ طرحة من الأناشيدالفلاحة!
بنت تموز في سمع آذار قصيدة ربيعيّة تطوف الشهور
… ويجلجل في فضاء السكون صمت يهزهز القرط في أُذني عنقودًا حباته ثلاث… عمره عمر قلم طيّب اللغو ثرثار… فيسكت! وتتأرجح الجرسيّة رنينها همس إلى ظلّ الشمس يسبقني، كما الدوّامة في رأس الكرى تدور… تسدل الستار على حلم يتناوم، فأقوم أهدر كالطاحون. لكنّ آذار طحّان حكايات ربيعيّة عَجول، لا يمهلني حتى أُساوم الغيم على فسحة مع الشمس نلمّع حبات الأُقنوم: الوعد والعهد والقسَم. فقد أقسمتُ ألّا أخون أو أنسى ربة الحياة وهالتها حبّ وجمال وطيف أُمّ حنون ما كانت أناها يومًا لها!
هي أُمي بنت الحياة الأنا المنذورة للعطاء. شاعرة سمّيتها ترنيمة آذار وروحها قصيدة تنهلّ أدعية تجعل الصبح على وقعها طقسًا من الجنون! عيناها مقطوعة مجنونة تحرّك الساعات، تنقّط الأيام برذاذ يبلسم الأُمسيات! ويداها عشرون حرفًا بها تنظم الفصول فرشًا وثيرًا، في فناء الدار تبسطه احتفالًا بأعياد الأجنحة المرفرفة في سماها… وتنسى أنّ الثاني من تموز يكون لها عيد! وأنّ الحادي والعشرين يكون لها مع الربيع عيد آخر!! ما أصدقَ كذبَأُمي! وأبيضَ كذبَ الأُمهات!!
مشغولة أُمي بلفلفة الليل متى برد، وعشر أصابعها مدافئ مشتعلة ما دام البيت مرتعد الأكتاف! مشغولة أُمي بنشر منديلها العسليّ مظلة نفحات ترشرش الأدراج ابتهالات… “وتَلْقَحْ” مريولها الطحينيّ طرحة من الأناشيدالفلاحة!
بنت تموز في سمع آذار قصيدة ربيعيّة تطوف الشهور مرنّمة، توزّع الأيام على قوافيها، فلا ترتبك الفصول؛ سواء حفحف آذار أو هدر، سواء احرورق تموز من شرد، أو تساقط تشرين أو صفر، أو اقصوصر كانون من برد، كانت كفة الميزان! تستعير لنهار صيفها من ليلها كبوة، ولليل شتائها من نهارها صحوة، حتى تساوي بين هذا وذاك، وتبدأ المشوار التالي!
ما عجبتُ منها كما عجبتُ منها تزرزر أكماكها بخورًا، فلا يرتجف العيد من رعدة متسلّلة، وهي ساهرة مرنّمة: سهار بعد سهار بكرا بيجي نيسان الكنار ويعبّد الفضاء لوروار أيار. ما عجبتُ منها كما عجبتُ منها ترعد في النهار قصائد حماسيّة منمنمة ببروق العين تشعّ انتصارًا للحياة!
وتقنعني أنّ الحياة صلاةً فلاحةً باسقةً لا تركع! صلاة صخرها يعانق بحرها، ودربها يغنّي حقلها… صلاة لا ترى بانفصال الفصول مدعاة للعسكرة، ولا بانسلاخ الغيم عن السماء هزيمة، أو باتحاده بالتراب قدَرًا موحلًا!
على حافّة العمر أبصرتها حكاية جليلة حانية تحاكي قرص عبّاد الشمس معها يدور… تتحسّس النور والتراب، وتودعه بذرة مبتدأ لخبر قد يكون محذوفا!
آذار يمضي، ومن جيوب السماء تنهمر ذكراها ملحًاوسكّرًا وقطرًا وشرابا… لتبقى حكاية على صدر البيت معلّقة أيقونة يرشح منها ماء الحياة.
آذار يمضي.. ونيسان وأيّار وأيلول وكانون.. ويسكن الصدى صوتًا له مع السنابل مواعيد وأناشيد، ومع كروم الشمس أسفار وأشعار أقامت الصلح بين الحزن والفرح بعنقود من الحروف ضبطت إيقاعها حروف علّة ألغت الخطوط الوهمية بين الأنين والرنين!
على قوافيها، فلا ترتبك الفصول؛ سواء حفحف آذار أو هدر، سواء احرورق تموز من شرد، أو تساقط تشرين أو صفر، أو اقصوصر كانون من برد، كانت كفة الميزان! تستعير لنهار صيفها من ليلها كبوة، ولليل شتائها من نهارها صحوة، حتى تساوي بين هذا وذاك، وتبدأ المشوار التالي!
ما عجبتُ منها كما عجبتُ منها تزرزر أكماكها بخورًا، فلا يرتجف العيد من رعدة متسلّلة، وهي ساهرة مرنّمة: سهار بعد سهار بكرا بيجي نيسان الكنار ويعبّد الفضاء لوروار أيار. ما عجبتُ منها كما عجبتُ منها ترعد في النهار قصائد حماسيّة منمنمة ببروق العين تشعّ انتصارًا للحياة!
وتقنعني أنّ الحياة صلاةً فلاحةً باسقةً لا تركع! صلاة صخرها يعانق بحرها، ودربها يغنّي حقلها… صلاة لا ترى بانفصال الفصول مدعاة للعسكرة، ولا بانسلاخ الغيم عن السماء هزيمة، أو باتحاده بالتراب قدَرًا موحلًا!
على حافّة العمر أبصرتها حكاية جليلة حانية تحاكي قرص عبّاد الشمس معها يدور… تتحسّس النور والتراب، وتودعه بذرة مبتدأ لخبر قد يكون محذوفا!
آذار يمضي، ومن جيوب السماء تنهمر ذكراها ملحًاوسكّرًا وقطرًا وشرابا… لتبقى حكاية على صدر البيت معلّقة أيقونة يرشح منها ماء الحياة.
آذار يمضي.. ونيسان وأيّار وأيلول وكانون.. ويسكن الصدى صوتًا له مع السنابل مواعيد وأناشيد، ومع كروم الشمس أسفار وأشعار أقامت الصلح بين الحزن والفرح بعنقود من الحروف ضبطت إيقاعها حروف علّة ألغت الخطوط الوهمية بين الأنين والرنين!