بخاطري كلمة – طه دخل الله عبد الرحمن

عندمـــا تبـكي عيـون البـشــــر عنـدهـا يطلـــــق القــــدر تـلك الضحكة الصفراوية كـلـما اقتربت من فتـــح ذلـــك البــاب المـــوصــد أتــفــاجأ بأنــي قـــد أضــــعــت المفــتاح وبـعدهــــا أشـق طــريـقـي من جــديــد باحـثــا عنـــــه فتــبــدأ الرحلة بــطــريـق مستــقــيــم وعلـى حافتــيـه أرى كــل مـا هـــو جمـيـل مـن ورود ،فعـلا أحتــار أيـها أجمل مـن الأخر فالــورود الحمــراء في غاية الروعة والجمــال، لــون أحــمـر جــذاب أخــذت أســتنشــــق شذى تـلــك الــورود وفـــكـرت في قــطــف أحـداها لـتكون معــــي فـي رحلــتـي ولتــذكـرني بــأن هنـــاك مـا هـو جميـل فـــي هـــذه الحياة احترت فـي أمرها. أي وردة حمـراء ستـكون لــي آه وخـزتنـي شـــوكــة رفــعــت رأسـي لأمــســح أثــــر الــدم عـن أصبـعي فإذا تــلوح لـي ورود صــفراء حـــيـث تــحــلق الفــــراشـــات زاهـــيــة الألوان فنسيــت ألمـــي ونسيــــت تلـــك الـورود الحمـراء التي بهـرت بجمالــها لكـــنـهـــا أدمـتني لكني توجــهت إلى تلك الناحية حــيث تتراقص الورود مع نســـــيـم الــربـــيـع وفوقها الفراشات بألوان زاهية وزقزقة العصافيـــر ســحرنـي ذلك المنظــــر حيــــث يســكن الجمـال والهـدوء رفعت قدمي لأكمل طريقي باتجاهها ولكن عندها تذكرت ما حصل لي من تلك الورود الحمراء فقلت في نفسي هنا الأمر مختلف فأسرعت في خطاي باتجاه الورود الصفراء متجاهلا ذلك الصوت الذي يأمرني بالتراجع وتغير مسار فلم اعر أي اهتماما لذلك الصوت مكملا طريقي نحـو جمال الطبيعة نعم لقد أمضيت وقتا رائـعا وأنا أركـض خلف الفراشات أحاول أن أمسك إحداها وفجأة وإذ بالفراشات تحلق بعيدا حيث يستحيل أن ألحقها وأمامي شجرة بلوط طويلة عندها أيقنت انه يكفينا من الطبيعة النظر لجمالها لإسعاد قلوبنا ولا يحق لنا امتلاكها جلست تحت ظل الشجرة لأحمي نفسي من لهيب الشمس منتظرا أن يمر أحدا لأكمل معه طريقي لأجد المفتاح ومرت الساعات وأنا جالس أترقب الطريق بدأت الشمس بالمغيـب وأنا أنتظر من يأتي ويساعدني فأنا أخاف من ظلمة الليل وحلكته وضعت رأسي بين يدي وبدأت بالبكـاء إلا أن جفت دموعي رفـعت رأسي بحلة جديدة قررت أن اعتمد على نفسي وأن لا انتظـر المساعدة من أحـد عندها وقفت، وسرت بخطى ثابتة شعرت بقوة في داخلي وفرح يغمرني قد حل الظلام وليس هناك ما يخيف بل على العكس تماما فالمنظر أكثر من رائـــع ليـــــل يسكنه الهدوء ,وقمـر يجلس متربعا وسط النجوم عندها عرفت أنه ليس علينا أن نطلق الأحكام على الآخرين إلا بعد التعامل معهم ومرت اللحظات وأنا أنظر لروعة الليل وأرسم خططي المستقبلية نعـــم، علمتني الحياة أن الجمال ينبع من داخل الإنسان علمتني الحياة أن اعتمد على نفسي وان لا انتظر المساعدة من احد علمتني الحياة أن لا احكم على الأشياء من النظرة الأولى وعلمتني الحياة أن ارسم طريقي كما أريد وليس كما يريد الآخرون وفتحت عيني وأشعة الشمس تداعب وجهي ،رفعت رأسي فإذا بالمفتاح بجانبي عندهـــا عرفت أنه ليس هناك مستحيل فالأبواب كلها مفتوحة أمامنا وان السعادة موجودة، كما أن الحزن موجود وأن النجاح موجود كما أن الفشل موجود أيضا والخير موجود والشر موجود وهنـا يأتي دورنا كبشر في حسن الاختيار فكـن على قدر المسؤوليـة وتحمل نتائج اختيارك.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*