أمسية تخليد ذكرى المرحوم عضو الاتحاد المربي قاسم حجوج “أبو سمير” – مصطفى عبد الفتاح

 

كلمة الاديب مصطفى عبد الفتاح، في أمسية تخليد ذكرى المرحوم قاسم حجوج “أبو سمير، باسم الاتحاد الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل 48، والذي احيته المدرسة الشاملة والمجلس المحلي في كوكب أبو الهيجاء يوم الخميس”1.2.2024”

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

رحم الله أبا سمير واسكنه الفردوس الأعلى، باسمي وباسم الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل 48 نتقدم من زوجة المرحوم وابنائه وبناته وعائلته الصغيرة وعائلته الكبيرة باحر التعازي واصدق المواساة بمصابهم الجلل، كما نعزي أصدقاءه ومعارفه ومحبيه، أعظم الله اجركم جميعًا.

الاخوة والاخوات الأصدقاء والاقارب والمعارف الحضور الكريم:

اللحظات الفاصلة بين الأمل والألم تكون قصيرة ومؤلمة جدًا عندما تمتد يد القدر لتجعل مِن اللقاء في هذا العالم مستحيلًا، وكم بالحري عندما نجتمع في زمن الموت والقتل والدَّمار، لنتحدَّث عن ابي سمير الغائب عنَّا الحاضر فينا، في عالم أمواجه متلاطمة، وروحه غائبة، والحديث فيه عن الموت والفقد أصبح عاديًا جدًا.

ألم الفُقد ولحظات الفُراق صعبةً جدًا، تجعلنا نبحث في دفاتر الذَّاكرة عَن تعويض يخفّف عنّا ألم الفراق، يطفئ لظى القلب، ويخلِّد الذّكرى في قلوبنا، في بحثي عن الذّكريات احترت أمام أبي سمير أيُّ قُبَّعةٍ أعتمر، أهو قريب فقط أم جار وإبن بلد؟ أهو صديق فقط أم رفيق درب، أهو كاتب وأديب أم شاعر ومربي؟ لا أُخفي عليكم أنَّ جميعها أوصلتني إلى أبي سمير الانسان، وأي إنسان! إنسان يجسد القيم الإنسانية بحذافيرها وبأسمى صُورها، وطني عروبي، يمثل روح كوكب الأصيلة، يمثّل فكرها الأصيل، وعلاقة ابنائها الّتي لا تنفصم عُراها مع تغييُّر الزَّمان والمكان.

عندما سألت عن صلة القُربى بيننا كتب لي بعد إصدار روايتي “عودة ستي مدللة” بلغة الكاتب والأديب:

” تجمعني بك “ستي آمنة” جدَّتي لأمي وجدَّتك لوالدك” رحم الله جداتنا الطّيبات، اللّواتي دللهن أهلهن” وجاء الزّمان فارجَحَهُن بين ثوانيه ودقائقه، وبفعل الطامعين بهذه الأرض الطيبة، وقد صمدن وناضلن وربّين الرّجال، وكدأب الحياة لا تتسع لجميع آمالنا، فتستردُّنا الأرض إلى حضنها مليئين بالأحلام، وتذوبنا عشقًا بين حبات تُرابها فنصبح جزءًا منها، فنحن واجدادنا من هذه الأرض وهذا الوطن نحن ازهاره الّتي تتغذّى من ترابه، ونحن أشجاره وصخوره، لذلك نَحِنٌّ دومًا إلى العودة إليه، ولو لندفن في ترابه”.

  وعندما أردت معرفة رؤيته السّياسية ومواقفه الاجتماعية الثابتة والراسخة والتي حاول طوال حياته أن ينشرها ويذوتها مع رفاقه، بين الاهل والمعارف والأصدقاء أجاب بلا تردد:

نعيش في قرية مميزة بطبيعتها بموقعها وبمناخها، بأهلها بطبيعتهم وأخلاقهم، اننا نسير بالاتجاه الصّحيح في ركب الحضارة، والرقي، ولكننا ما زلنا نحتاج إلى تذويت الكثير من القيم والعمل بها، من الصراحة والصدق، والجراة، والثقافة والتنور والتعمق في العلم، فهي جزء من تراثنا ومن تعاليم ديننا، يجب أن نعمل على بناء شخصيّة الفرد في المجتمع حتى ينشأ جيل واع مثقّف، صادق ومُؤمن بقدراته، قادر على التّعاون والتّكاتف للاستمرار في بناء حضارة راسخة، ويحافظ على الجذور.

وحين استوضحت موقفه من الشّعر والأدب، وعشقه اللا محدود للتراث والأصالة والجذور وسر تجدد مواقفه وانضوائه إلى خيمة الأدب في الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين الكرمل 48 عضوًا، وجدت قصيدة جميلة يلخص فيها ما آمن به يقول:

أحلامي التي ذبلت وما تحققت.. ودَّعتها …  

كانت بعيدة

مشاعري التي انحبست وما تدفقت ….. نسجتها …

صارت قصيدة

سر التجدد في حياتي …

انني بعد سنة أَّزهر مثل السَّوسنة

تُزهر في نفس المكان كل سنة.

فعلى مُفترق الزَّمان

 في ليلة العام الجديد

أجري حساباتي الفريدة

فاولد من جديد ….

وثروتي تزيد

بعبرة وقصيدة.

هذا هو قاسم حجوج صفحة ناصعة، اسم ينبض صدقًا ووضوحًا في كوكب هو علم من اعلامها في التربية والتعليم، في الصدق والأمانة، في العلم والمعرفة، في الادب والشعر، هذا هو أبو سمير، بروحه بعقله وبفكره وبنظرته الثاقبة، سيبقى شعلة أمل في درب الأجيال تنير لهم دروب الحياة.

رحم الله أبا سمير واسكنه الفردوس الأعلى وحفظكم جميعًا من كل سوء.

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*