يغرز أنيابه عميقًا في النّفوس
فظيعٌ هذا الألم
رهيب …
ينهشُ جلدَنا وذواتِنا
يغزو أجسادَنا الهشّة الرّقيقة الضّعيفة..
ونحن مكتوفو الأيدي
لا حولَ لنا ولا طائل
نعاينُ هذا العبث
وصراخُنا صامتٌ صامت
بالكاد نسمع صداه..
نرى الدّمعَ في المآقي
فتجحظُ العيون وقد جفّت مدامعُها..
يا ربَّ الأكوان نسألُك
ماذا في الغيب مُرتَّبٌ
ومتى نفهمُ أو نعاينُ مقصدَك
هو الشّتاءُ ههنا.. ما اكتملَ بعد
هي البراعمُ غضّةٌ ما أزهرت
وما حفِلَت بربيعٍ واعدٍ زاهر..
ما بها الرّيحُ هوجاءَ مع الفجر شعواء هبّت
وما رحمت
عاثت دمارًا بالجِوار
والسّيلُ شلّالٌ جارفٌ غاضب أتى
سحبَ الكثير في موكبِه وما اهتدى
لكنّ الشّمسَ كعادتِها أشرقت وفضحت ظلامًا تجذّر ..
ونحن لا نجيدُ سوى لغةَ الصّمت
نرقبُ عن كثَب
لا قدرةَ لنا على شيء
لا زلنا نؤمنُ بالمصير والقدر
مُعدَمون..
ولكنّنا بفتاتِ الأمل
نرقبُ الرّبيع..