قراءة في رواية للحديث نظير للكاتب أشرف ابريق – نبيل طنوس

اسم الرواية: للحديث نظير-رواية بيداغوجية، معلوماتية، تثقيفيّة وتوعوية.

الاسم يخبرنا بأن الحديث هو أسلوب السرد الحواري بين الراوي ووالده.

نَظير: مُناظِر وشبيه ومساوٍ ومثل في الأهميَّة أو الرُّتبة أو الدَّرجة

مُقَابلَ. نقول “سلّمه بضاعة نَظير مَبْلغ من المَال”

شَخص مُساوٍ في الجَدارة أو في المَنْزِلة. نقول “وجَد نَظيرَه”

وجاء في الرواية أن النظير هو “ذرّة لنفس العنصر الكيميائي مع اختلاف عدد شحناته المتعادلة الموجودة في نواته…” (ص31)

المكان: مشفى مجهول (تفجيّة)

الزمان: الأسبوع الأخير قبل وفاة أب الراوي. (شهر آذار ص 135)

الشخصيات: الراوي الباحث والمتداخل، الباحث بأسئلته التي يوجهها إلى والده. الوالد الخبير جدًا بالحاجات المعرفية لابنه-الراوي. الطبيب والممرضة.

الحبكة: تسير بأسلوب الحوار وهي حبكة مقلوبة (עלילה מתהפכת).  في نهاية الرِّواية وبعد رحيل والده، وبدعوة صديقه في أمريكا لزيارته، وهناك يضع على رأسه جهازًا وبواسطته يقرأ خلاله رثاءً لوالده، يخبرنا بحقيقة والده بأنه ليس عالمًا إنما عامل بناء، وعن علاقاته الطيبة مع جيرانه، وعن صموده في وطنه بعد أن ذاق مرارة التهجير من قريته كويكات عام النكبة إلى أبو سنان، والعالم الحقيقي الذي أجاب إلى أسئلة الراوي هو الراوي ذاته وهذه المعلومة قلبت الحكاية. جاء التحول السردي إذ كان يتحدث عن والده كعالم كيمياء ويكشف لنا أنه هو عالم الكيمياء ولهذا التحول استعان بالجهاز الألكتروني (ص 201)

يهدي الكاتب روايته إلى والدته، والى روح والده الذي رحل قبل حوالي العام من صدور الرواية.

من أهم مضامين الرواية:

الهوية: يقول ” ما أعظم ذلك الإنسان الذي يكون وفيًا لهويته، وأصوله وبلده ويراهما في كلّ شيء يُقْدِم عليه” (ص24) و”أجدادي الذين خسروا كلّ أملاكهم بسبب النكبة وقسوة الحياة”(ص 35). أضف إلى ورود المتنبي وابن خلدون وعاصي ومنصور الحباني وفيروز والإمام الشافعي ونجيب محفوظ وادوار سعيد وأحمد زويل وجبران خليل جبران والياس جيمس خوري وموسيقيون مثل زكريا أحمد ورياض السنباطي وبليغ حمدي وغيرهم وشجرة الزيتون – كلها مركبات هامة في هوية الكاتب والراوي ووالده والممرضة. 

تربية القيم: تطرح الرواية عدة أسس قيميّة، مثلًا: “لقد تعلمت من والدي الصمود وعدم الياس والأمانة والتفاني في عملي، مهما بلغت صعوبته، أو قيمته وهذا كان له الأثر الكبير في نجاح و … أهم من أي شيء آخر لنجاحك على الصعيد المهني، وايضًا كإنسان يريد الأفضل لكل البشر” (ص35) وايضًا قيم تتعلق بالحفاظ على البيئة (ص 27، 29، 30، 36)

مكانة المرأة: أمّه هي الأساس، فهي المرأة المشعة التي لا مثيل لها. إنها كانت وما زالت كلّ شيء بالنسبة لنا، هي المرأة العظيمة التي بحبّها أنارت وأدفأت بيتنا، وكانت كالأكسجين والماء اللذين بدونهما يستحيل بقاؤنا على قيد الحياة” (ص 25). وبعد أمه يذكر نساء عديدات مميزات وعظيمات من أمثال: ماري كوري، زها حديد، عاده يونات وغيرهن للتوكيد على أن المرأة تستطيع.

نقاط أخرى اثارت انتباهي:

معلومات: معلومات عديدة حول الكثير من العلماء ومنهم ابن الهيثم وابن سينا وجابر بن حيان وعدة علماء حصلوا على جائزة نوبل ومنهم العالم المصري احمد زويل والروائي المشهور نجيب محفوظ.

معلومات حول أسماء جامعات ومراكز أبحاث عالمية، مثل جامعة هارفرد، أم أي تي، كولومبيا، التخنيون، معهد وايزمن، جامعة ييل، جامعة بيركلي وغيرها.

معلومات حول مواد كيماوية، اكتشافات، أمراض، ادوية، معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النوويّة (1963) وتحديات أمام العلم: الطاقة، النقص في مياه الشرب، الغذاء، الصحة، التلوث البيئي وغيره

طرحت الرواية موضوع أهمية الكتب، الرياضة، الشعر، الروايات وغيرها

مما أثار انتباهي بشكل خاص نصيحة الطبيب المعالج له بالحديث مع والده لأنَّ هذا يقوي الجهاز العصبي والمناعة ويحسِّن من مزاجه (ص15، 37، 101، 168) وقمت بهذا الأمر مع والدي البالغ من العمر 95 ونصف سنة وصدق الطبيب بنصيحته.

قمنا بهذه القراءة النابعة من إعجابنا بالرواية ولتشجيع القراء على قراءتها.

ألف مبروك للصديق أشرف ابريق وأرجو له المزيد من النجاح والتألق.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*