قلوب البشر أوتار، فعلينا أن نكون حذرين، أن نعزف على النشاز منها.
والدنيا دفتر، أجمل بدايتها الصّداقة، أروع مواضيعها الصّراحة، أحلى سطورها الذّكريات، أغلى أوراقها الوفاء والمواقف. هي خريف العلاقات، يتساقط منها المزيّفون كـأوراق الشجر. كألوان قوس قزح، وقطار الحياة السّريع، ومدينه الملاهي يهبط ويصعد ويلعب بمشاعرنا مُتّجها إلى عالم مخيف بعيدًا عن بر الأمان.
في نظري، السّعادة موجودة في كل مكان وزمان، بين جدران منزلك، محيطك وحديقتك، فلا تبحث عنها في أروقة وحديقة الآخرين! لا ولا تنظر إلى ما عند النّاس وتتمنى ما يملك الغير.
حاول أن تكون أنت، وإن لم تكن كما أنت، فلن تكون واقعيًا وسعيدًا. عندما تصبح ما تريد وتكون سعيدا بين ذويك ومجتمعك ولا بأي حياة.
نظرية الحياة تقول؛ لا يوجد إنسان تعيس، لكن هناك أفكار هدّامة، قد توصلك إلى التعاسة وإن لم تكن سعيدًا في أعماقك، فلن تكون سعيدًا خارجيا، فالسّعادة والاستمتاع بالحياة عبارة عن رحلة قصيرة، تحتم علينا أن نغرس في نفوسنا، عقولنا، تفكيرنا ونمط ونهج حياتنا، غرس المفاهيم والقيم ومحاربة التعصّب والأفكار الرجعية، أشكال ظواهر الظلم والعنف لتحقيق العدل والعدالة، لنجعل أيّامنا سعيدة ومستقرة.
فعندما تكون أهدافنا تحقيق الأفضل، وأفكارنا راقية وحضارية، نتجاوز كل السّلبيات، نتحرّر من العبودية والعواطف والأحاسيس التي لا تؤثر عليها الظروف مهما كانت قاسية.
إنّ القناعة ودماثة الأخلاق نعمة روحية، لا تقدر بكنوز الدنيا لا يصل إليهما إلّا المؤمن والمتّزن والواقعي، فالقيم النّابعة من الإيمان تولد وتدب الحماس.
وكل من يفتقر إلى إرادة القرار ويتهرب من الحقيقة، يفتقد عنصر الاكتمال بوعيه، فلولا وجود المعنى لضاعت الآمال والاحلام، ونحن في هذه الأيام الآخذة بالتردّي والانحلال في أمسّ الحاجة إلى ما يشبع نفوسنا المريضة، قلوبنا الموجوعة وعقولنا المشوشّة، لعلّ وعسى نستطيع أن نعيد ما فقدناه في زحمة الحياة ومتاعبها.
أنهي بالقول:
ما أصعب أن تشعر أنك وحيدٌ وأنت بصحبة الآخرين!