“وإذا الموءودةُ”
سئلتْ بأيّ ذنبٍ قُتِلت”.
أنتِ الّتي غَيّرتِ كلَّ مَلامِحي
وعَطّلتِ في الهَوى كلَّ جَوارِحي
بَيارقُ الحُبّ مع الرّيحِ تَناثَرتْ
وتحتَ الرّكامِ اندَثرت قرائحي
مَن تسألونَ؟ وعمّن تسألونَ؟
عن قتيلٍ.. مُشرّدٍ ونازحِ؟!
حِجار ُالدّارِ لأهلِ الدّارِ رَثتْ
وما أحصَتِ الأرقامَ لَوائحي!
ضممتُ الأراملَ والشّيوخَ
وخبّأتُ الأطفالَ تحتَ جَوانِحي
هَديرُ البحرِ وإنْ باتَ صاخِبًا
تعلو صوتَهُ أصواتُ النّوائحِ
صَرحُكِ يا بلادي شامِخٌ
لا تُضاهي صَرحَكِ صَوارِحي
والمُمزقاتُ الفُلكِ فوقَ رؤوسِنا
يَجُبْنَ كلَّ النّواحي…
اعدميني يا “سمراءُ “! باللهِ
عليكِ لا تُطلقي سَراحي!
ما عيشي! وفوقَ القبورِ
قبورٌ! وأُكفّنُ الموءودةَ بِوِشاحي؟!
ألْطمُ الرّاحَ بالرّاحِ حَسرةً!
فَهل تُزهقُ روحٌ بِراحِ؟
هَجرتُ المِرناةَ والهاتِفَ
ورَميتُ في بِئرِ بَرهوتَ سلاحي
وصنعتُ من السيفِ خُبزًا
وعسلًا، ومن الخناجرِ أقداحي
أطعمُ وأسقي كلّ جائعٍ وظمآنَ
فهل أدركتَ يا صاحِ؟!
أُراوِدُ مع الحياةِ حياةً شَريفةً
فلنَحيا بغيرِ مَذابحِ…!