جالسٌ في أيقونة الجسد
أبحث عن خشبةٍ ينز منها النشيد
الكلأ المنسي على شهقات الجدران
أيقظ معادن الحس فاشتدّ الصّهدُ
هرول الزمان يلاقي المكان تحت جنح النسيان
سرّ على جُرحِ الخليقةِ
ليزفك البشر تحت قناديلِ
الليّل المسجى بالسلام
اصعد على جُرحك السماويّ
في عليائهِ وكن في فراغِ
الروح طيفًا خفيًا
تصّفح الزمان بتميمةٍ خضراء
ثم انزل على رملِ البشر
كأنّك الوقت في ميعادِ الأحلام
كأنّك عطرٌ فاضحٌ تبعثر في فضاءِ الرؤى
ففجّ ناصية الظلام
خلف الشجرةِ عند منتهى الكلمات
وقف الحيادُ كأنّه صنمٌ
يخشى تهشم النفوس في زمنِ السقوط
ووقفتُ أنا تحت شبّاك النهار
أرقبُ نجوم الظُهرِ في عزِّ السكوت
قلت لنفسي تجلّد
لا تنكسر على صلصالِك
لا زال هناك عمرٌ قد يجلوه الشغف
هناك ميلادٌ يوشك أن يستقر في مهبط الروح
هناك دروسٌ للأطفال قد تلبس رخامك العاري
فغسل جرحك بالنسيان هيّا!
لترفع الضوء عن كاهلِ الصمتِ
وتقبّل ندى القلب
بضراوةِ القابض على أمنياتهِ
كمن يقبض على جمرةِ المستحيلِ
وكن على الأحزانِ فرحًا عصيًّا
أنظر إلى خيط الأمل في ظلمةِ الأبديّة
سبّح بشغاف حُبّكَ
انبثق في السماواتِ العلى
نورًا قصيًّا
عانق أعيادك في حاضِرةِ السّواد
تفتح كزهرة في ريقِ الأرضِ
خرجت من تربةِ العَدم
فأينعت وما كانت من قبلُ شيئًا
والسّلام على الفرحِ فيكَ
يوم وُلِدَ من رحمِ الأسى
ويوم مات في حاضرِ الموتِ هذا
ويوم يُبعثُ من نورِ المحبّة حيّا