الحرية والديمقراطية عنصران مشتركان لا نستطيع ان نفرق بينهم بل هم كلمات تمنح حياة افضل اذا كان هذا النظام اتبع الأسس الديمقراطية للفرد واذا عمل بمبادئ الديمقراطية.
رائعة فيكتور هيجو “البؤساء” هذه الرواية يمكنك أن تعتبرها وصفاً تاريخياً للوقائع الميدانية التي حدثت في الثورة الفرنسية، ثورة المثل، ثورة الحرية والإخاء والمساواة. ومن جهة أخرى يمكنك أن تعتبرها فلسفة إنسانية روحية تتجلى في البحث عن النبل في أكثر الأوضاع الإنسانية تدنياً في الحياة ولا تظهر هذه الفلسفة جلية واضحة في شخصية جان فالجان، حيث يحمل في ثنايا قلبه أعمق معاني الروح الإنسانية النبيلة ويعتبر مثالاً لكل الذين أساءت إليهم الحياة، لكنهم لا يكنون للحياة إلا أصدق المشاعر وأنبلها على الإطلاق.
إلى أنّ هذه الرواية كانت مثيرةً للاهتمام ومُعبّرة عن الفكرة التي يُريد الكاتب إيصالها بدءًا من عنوانها؛ إذ جاء مُختصرًا ومُعبرًا عن حالة البؤس والظلم والظروف الاجتماعية السيئة التي كان يعيشها أبناء الطبقة الكادحة في فرنسا آنذاك، حيث ينطبق الأمر هنا على بلادنا فلا يختلف الأمر عما يجري اليوم في بلاد الحليب والعسل والتي أصبحت بلاد المر والبصل.
الدولة تشهد صراعات عديدة على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي، فالجهاز الأمني والشرطة تقف عاجزة عن وقف الجرائم المتتالية في الوسط العربي التي استفجلت وتفاقمت في الآونة الأخيرة.
لا ريب أنّ الأمر يتطلّب وضع خطّة حكوميّة جادّة للتصدّي لأسباب العنف، هذا إذا رغبت الحكومة حقا بقطع دابره. على الجهات المسؤولة جمعُ السلاح المنتشر بكثافة بالبلدات العربية ومحاربة الجريمة بيد من حديد. ولكن ينبغي على الحكومة في الآن ذاته زيادة الميزانيّات المخصّصة للبلدات العربيّة، لتوفر العيش الكريم تحسين الخدمات وبناء المدارس ومؤسسات ومصادر رزق أخرى تغير مسار الفرد الى النزوح للجريمة والعمل بمجالات ممنوعة ويحب جعل هذه البلدات صالحة للمعيشة لا بؤرا للإجرام والعنف. يجب أولا على مجتمعنا العربي ان يستيقظ يبدأ بعلاج هذه الآفة وغير ذلك تكون قد جنت على نفسها براقش من جرّاء هذه الظاهرة، وعليه يقع على عاتقه أن يؤدّي دوره في الحدّ من العنف وألا ينتظر أن يأتيه الفرج من الحكومة فحسب. لا وجود لحلول سحريّة، فإذا رغب الطرفان في مكافحة العنف فعليهما التعاون معًا وبحسن نية. ولعلّ الحكومة تحسن صنعًا إذا عملت على تطوير البلدات العربيّة كي تصبح أماكن صالحة للمعيشة. يجب العمل على خطة محاربة الجريمة والعنف وخطّة النهوض بمكانة البلدات العربيّة، السير جنبًا إلى جنب، لا الواحدة على حساب الأخرى. فهذه المعادلة الوحيدة التي قد تضمن لنا الخروج من هذا المأزق وتحسين واقع الحال. العديد من المشاكل السياسية
والصراع الناتج عن ابرام القوانين الجديدة يبعد الحكومة والأجهزة الأمنية عن السيطرة على الجريمة في الوسط العربي وعن السيطرة على امن وحرية الفرد. كما ان الدولة تشهد مظاهرات عنيفة لم تشهدها من قبل ومنذ تأسيسها وقيامها بسبب استنزاف الحكومة في المضي ” تطوير القوانين “الساري العمل بها اليوم من اجل مصالح سياسية عابرة. ضاربة بذلك عرض الحائط ومستهترة بالمعارضة ومتناسية الآثار السلبية التي ستنتج عن تنفيذ مشاريع التغيير في الجهاز القضائي
“نزرع الأمل ونحاول أن نصدق كذبة السلام العالمي، لعل السلام ينتصر في يوم ويتحقق العدل ويغيب الظلم خجلاً ”
فكتور هوجو