اللاشيء – محمد أحمد موعد

 

تغسل روحك بماء الفقد
تمشي على خطى قلبك الهش
تقاوم شبح الرؤى بمعول الصبر
تطرُدُ من أفكارك رأسكَ
ثم تدعه عرضةً للمجهول
المجهول الساكن في طرقٍ سكنتك
المجهول الراقد على جفن الله
كما يرقد الحلم على أسرّة الآملين
المجهول المتطاير في هواء ليلك المنسي
المجهول الشفاف العصي المخيف الخفيف الثقيل الطويل الثقيل
القاتل باسم الوقت
*
دلالة الألم تأخذ من جبينك حيِّزًا
تمشي فيك طرقٌ مسقوفةٌ بالموت
ما الذي تفعله هنا يا أيها الموت
أحملق بأسوده كأني أرى بحارًا شهيةً
تفتح شهية الجسد ثم تغلقها على حياةٍ أخرى
حياة تخلو من مظاهر البؤس في تصديقها
حياة ترفع نسبة اللاشيء في مبتغى الطرقات
*

الوجود لا يعني أنك حيّ
لكن الملموس قد أتعب رغبة الحاجة فيك
وأنت الفقير التائب الخائف من ربٍ لا يشبهك
فاتك الكثير وأنت مستغرقٌ غارقٌ بالرضى
تلهث خلف ذيلك لأن الآخر أنت في تجلٍ آخر
*
كلما أصلحت عطبًا قطنك  اختلج الملح فيك
رقص شيطان الدم  في علوّك المؤقت
تنتابك السهام وتشربك العيون
العيون الجاحدة من فرط اللعق
العيون المشدوهة الساقطة الملتوية
التي أفنت ألوانها لتصعد سلّم ربها –المال
العيون الخاضعة التابعة المغلوبة على أمرها
بفعل آمرها…
العيون المسهبة المتعبة الذابلة المأخوذة بالسطحي المشع
التي أمضت فضولها وفصولها تحت حافر الكرى
العيون العدمية كعيون قلبي الذي أرى فيه
اكتمالي نقصي وعيبي …
*
تركض في غاباتٍ شاسعةٍ تحترق
تحترق بجليدك غاباتٌ من البشر
تقف في موكب عرسٍ كأنّك في جنازة
تمشي في جنازة كأنّك مهرجٌ ملطخ بالوجوه
تضحك من شدة البكاء
تبكي من شدة الضحك
جشع الوجود أتعب موازين الصفات
وقَلَبَ محاور اللحظة في تلّهُفك
*

تفصد الوحي منك كل ما في الدنيا ملك شغفك
أضرم النسيان في بهرج زيفهم
اخرج مع الخارجين من باب الله
المفضي الى السؤال
السؤال العالق بين أثداء الرواية
وتأويل القلب
القلب النائم في ضريح الخيبة
القلب الأبلهُ الغارق في تبرير أبيضه
تجلّد يا أيها القلب
واقبض على جمرة
الروح قبل ولوجها هزيع
العمر الأخير
لنمضي أنا وأنت سَوِيًّا
نحو اللا شيء
أنت يا أيها اللا شيء
أكتب لك وحدكْ
أكتب لك وحدك

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*