مَنْ لِسُقْمٍ قد توقّاهُ الأُساةْ؟
مَنْ لأعمى تاهَ في الصّحراء تاه1؟
مَنْ لحيٍّ تحتَ أسيافِ الفنا
مَن لِمَيْتٍ لم يغادرْهُ مُناه؟
مَنْ لِصبٍّ في جوى الغيدِ جوى 2
وترامى قلبُهُ رَمْيُ الرُّماةْ
أيّها الفتّانُ حِلماً بفتىً
قد روى بالنّزفِ أقوالَ الرواةْ
عِلّتي حِبٌّ وسيمٌ ساحرٌ
فيهِ إعجازٌ لإعجازِ الإلهْ
لِسَوِيٍّ قد تثنّى حائِباً
يخطفُ الأبصارَ يزهو في زُهاهْ
عنبريُّ الثّغرِ لَهّابُ اللمى
مَشرقيٌّ، مُستبدٌّ في عُلاهْ
إذ ترى الضّدينِ فيه اجتمعا
باردِ الرّضبِ وقيظٍ في لماهْ
فرجائي هلّا وصالٌ بيننا
عاجلٌ يردعُ أقوالَ الوشاةْ
تلتقي أشواقُنا فيه كما
يستقي الزّهرُ أغاديرَ المياهْ
أَسْكَنَ النّارَ رُضابٌ سائغٌ
وتشبُّ النّارُ من قيظِ الشّفاهْ
وأرى فيكِ بهاءً مُشرقاً
عندها يستصغرُ البدرُ سناهْ
مُستهمّاً لغيابٍ ولئنْ
وقبَ البدرُ فلي نورٌ سواهْ
أنتِ لي فيءٌ وظلٌّ ورضى
وعطورٌ يُنعشُ النفسَ شذاهْ
أنتِ يومي أنتِ أمسي وغدي
وصباحي ومسائي والغداةْ
عندكِ الحبُّ وقلبي ممحلٌ
فاغرقي قلبي بأسرارِ الحياةْ
إنّما العمرُ لروحي برهةً
يطمئنُ القلبُ فيها من عناهْ
بغــرامٍ وعنــــــــــاقٍ وهــــــوىً
في وفـــــــــاقٍ وأمـــــــــانٍ ورفــــــــــاهْ
آهِ لــــــو تحضُنُـنـــــا أقدارُنـــــــا
آهِ يــــــــــا آهٍ وهــــــل تُســـــعـــفُ أهْ
1 – هلك من شدة العطش 2 – داء في الصدر