لن أصدّقَ الأحلامَ المُباغتة مُؤخَّرًا وَوَتيرتَها
أنا التي ما عدتُ أؤمنُ بتلكَ العرّافةِ التي رفعت صوتَها وادّعت معرفةَ الغَيْب
أنا التي ما عادت تستهويني قارئةُ الفنجان بعدَ اليوم
ولم أعد أصدّقُ عباراتٍ تُردّدُها باتت مألوفةً زمانًا تتكرّرُ..
طريقٌ مفتوحة.. فُسحةُ بياض كبيرة.. سفرٍ إلى بعيد.. رِزقة كبيرة.. عينُ بَياض تفكّرُ بك و….
مَللْتُ منذُ زمنٍ كلَّ هذه المُهدِّئاتِ والعباراتِ التي كنتُ ألهو أحيانا بالبحثِ عنها في ثنايا الفنجان
لنْ أرقبَ النّجومَ وحركاتِ دورانِها ولا القمرَ في أشكالِه وما يوحيهِ كلُّ شكلٍ هلالا أو بدرا..
ما شدّني يومًا كلامُ مَن يَدّعي دراسةَ الفَلك والتّنجيم
وما عادَت تنبُّؤات نوستراداموس وأشباهِه تُقلِقُني..
ما برمَجْتُ نفسي مرّةً وِفْقَ أقوالِهم وما خطّطتُ مساري حسبَ تَكهّناتِهم
لا وقتَ لديّ.. أنتظرُ إطلالاتِهم بلهفةٍ كالآخرين ولا يَعنِيني بوحُهم وإن صدقوا..
لكن ثمّةَ شيءٌ غريب يعانقُ روحي..
يلفُّ كياني.. يُهديني
نور خفيّ أتبعُه..
كيفَ تنبثقُ الإرادةُ والعزيمة..
أمِن أقوالٍ غيَّبْتُها في الذّاكرة
وباتت دليلي..
..”إذا الشّعبُ يوما أراد الحياة”
..”أعلّلُ النفسَ بالآمال أرقُبها”
..”على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة”
أم مِن سحرٍ وجمالٍ أراه بالجِوار يحوطُني..
أملا في الذّات يبعثُ..
يغذّي الرّوحَ ويُحييني..