يافا وحيفا أختان، جدا متشابهتان، كأنهما توأمان.
لكن يافا أصغر من حيفا.
مع ذلك هما صديقتان
لا يهم أين حيفا موجودة.
بالطبع يافا هناك أيضا موجودة.
لأنها أرادت أن تكون مع حيفا أينما كانت.
لم يكن الأمر دائما مناسبا وسليما.
لكن الأم لم يصعب عليها معرفة أين يافا اختفت،
فهي لن تبحث بعيدا.
حتى إذا عادت حيفا من المدرسة
بقيت يافا تنتظر عند النافذة.
تنظر إلى سرب النورس العائد من رحلته إلى الشاطئ.
ترسم حيفا البحر والنورس وبقايا حمرة الشفق،
تنسى أن يافا أضافت
لِلوحتها خربشة لتكون لوحةً مشتركةً.
إذ اعتلت حيفا الدّراجة، ركبت يافا على ظهرها كالفراشة
وهذا خطرٌ جدا، هكذا قالت ماما. واو وتنهّدت.
لحيفا ويافا غرفة واحدة.
زاوية حيفا نظيفة ومرتبة
وفي الجانب الثاني مصيبة.. ألعاب مبعثرة ورسومات
ومن أعلى حيفا… يافا كالحصان امتطت ونامت
للإثنتين لن يكفي سرير واحد
لا وسادة ولا غطاء واحد
لهذا نادت الأم حيفا ويافا وأخبرت أنها قررت….
غدا نسافر إلى المدينة ” هكذا قالت”
في دكان الأثاث يافا رأت ودُهِشت
سريرًا من طابقين
الآن ستكون يافا قريبة جدًا من حيفا كل الليل
أعجبت يافا بالفكرة
وفي آخر الأسبوع، الطلبيّة وصلت..
يافا سعيدة، ستنام ليلة في الأعلى وليلة على السرير الأسفل
أين ستنامين الليلة يا حيفا؟ يافا سألت
– في الأعلى
– صاحت يافا جميل جدًا، وفي الأعلى هي أيضا نامت
غدًا ننام تحت..