سأروي لك
آخر الكلماتِ التي قالها ابنُ زيدونْ
فولاّدةُ الوحيِ تصمتُ لكنْ
تشوّقُ روحِ المحبِّ تضيءُ السُّكونْ
واشبيليةُ
لو تقودُ الغِناءَ
تسيرُ القوافي إلى قرطبةْ
فلا البُعدُ غيّرَ قلبَ الحبيبِ ولا بدّلَتْ حالةٌ مذهبَهْ
ــــــ وماذا يقولُ وصرنا افتراقاً وعزَّ اللقاء؟
يقولُ:
أولاّدةَ الحبِّ كيفَ بعُدنا وكنتُ كلفظٍ وكنتِ الشِّفاهَ
فلا البُعدُ رغم الجفاءِ ببعدٍ ولا الرّوحُ تنأى ولا القلبُ تاهَ *
فماذا تقولينَ فيما تبوحُ حرائقُ هذا الصفّيِ
الحبيبِ البعيدِ القريبِ القرينِ الغريبْ
ــــــ سأعبرُ هاءَ الهوى بعدَ نأيٍ
فإنَّ معالي القلوبِ تكونُ بقربِ القلوبْ
فلا عدتُ أمشي ولا تهتُ تيها
وصحنُ الخدودِ بدونهِ قفرٌ
شفاهي ذبولٌ وصدري نحولٌ
وبُعدي وصولٌ وصدّي قبولٌ
وروحي شفاهٌ فهل يشتهيها *
___
ملاحظات:
• البيت الذي جاء على لسان ابن زيدون، لكاتب القصيدة.
• الإشارة لأبيات شعر ولّادة ابنة المستكفي والتي مطلعها:
أنا والله أصلحُ للمعالي فأمشي مشيتي وأتيه تيها