في رحم كلمة مُصاداة يرقد الصدى وفي بطنها أيضا يُردد المُصاب بها ما يقوله الآخرون أي يتحول الى ببغاء… الى جدار يُرجع ما يقتحمه من أصوات.
المُصابون بالمصاداة كُثر، وهم أكثر من “الهم على القلب”!! تجلس معهم لتستأنس بما يقولون لتجد أصداء أقوال الآخرين في أفواههم ومن على شفاههم.. عندما تُصبح مهارة الاصغاء التي تُمارسها ضربا من المرارات!!
أحاديث زعيم الحمولة السياسية المعمدة بالأخطاء وبروح التفكير القبلي تتردد أينما التقيت بأهله من أقارب ومناصرين.. وتحليلات “مُفكر” ما ولو كانت عقيمة تنساب بلا أصباغ على شفاه عبدة فكره من مُطبلين ومًزمرين!!
عندما ينهشنا فيروس (المصاداة) ونسقط ضحايا في مراتع هذا البلاء يُجهزُ علينا المللُ لوجودنا في محضر أناس تخلوا عن ذواتهم ليتقمصوا الآخرين شاطبين مشارعرهم وهم يحتضنون صدا أصداء المتنفذين!!
عندما نتحول الى (امعات) نحيا حيوات غيرنا ونُصبح من القوم المُستلبين!!
من يُؤمن بنفسه وبقواه الذاتية من سُقم المصاداة!!
ان هيكل حياتنا في المجتمع (بأطيافه) السياسية والأدبية والتربوية سيبقى على ما نحن عليه من تخلف وتقهقر طالما نُحاكي او نُعانق أخطاء الآخرين قولا وفعلا.. سيسقطُ الهيكلُ على رؤوسنا ونحن نجتر أفكار الذين يرون في زلاتهم صحة وصوابا!!
جميل أن نستشهد بكلام أهل الحكمة والفكر، وأن نقتبس روائع الكلام.. لكن ما اقبحنا ونحن نستورد ما نجتره من تافه الكلام.. انه لأفضل أن نُخفق في الأصالة من أن ننجح في التقليد!!
طيب الله ثرى سقراط العظيم الذي قال لأحد تلاميذه: “تكلم حتى أراك”.