قصائد لم تكتمل _ أحمد الخطيب

كَتَبتُ على غِلافِ رسالَتي:

إلَيْكِ..

قالَ لِيَ السّاعي، ما عُنوانُها أو أوصافها!!!

قُلتُ، هِيَ امرَأَةٌ تَبكي بِصَمت

تَحزَنُ بِكِبرِياءِ الأصيلَة

تَشكو باستِعاراتِ الشُعَراء

وَتَمشي كَغَزالةٍ انحَرَفَت صُدفَةً عن طريقِ مفتَرِساتها

فربحت رَبيعاً أو رُبّما ربيعَين كامِلَين..

قالَ لِيَ السّاعي

أرسِلْها إذًا مع النَّسيم

فَهُوَ أعلَمُ مِنّي بدُروبِ الياسمين

 

******

الهَواءُ مُغْبَرٌّ يا صَديقْ

هَل عادَ “التَتارُ” إلى “بَغْدادَ”؟

نَعَم..لكِنْ هذهِ المرَّة لا لِيُغَيِّروا لَوْنَ “الفُرات”…

إنَّهم يُلَوِّنونَ هَواءَنا، يُلَوِّثونَ هواءَنا…

كَيْفَ جِئت إلى هُنا؟

قَبَضوا علَيَّ مُتَلَبِّساً بِالسَطْوِ عَلى “خُيوطِ الشَّمسِ”…

وَأَنتْ؟

ضُبِطْتُ وَأَنا أَمْسَحُ زجاجَ المَدى،

لأَرى “عُصْفورِيَ الوَرَقِيّ”

يُهاجِرُ نَحْوَ الشَّوقِ، نَحْوَ الشَّرْقِ

وأَصُبُّ الماءَ عَلى “قَنابِل” تَخْتَنِقُ زَفيرا…

وَأُضَمِّدُ جُروحَ الرَّملِ، وشُجَيْراتِ البُرتُقال…

 

******

توسّعت فتحةُ الشّباك

وغاب الزّجاجُ والإطار

وفي الجدار ثقوب نقشتها فوّهاتُ الحضارة

أطلّ طفلٌ ثم قال؛

لا شيء يردعُ الريح

وما عاد الجدار جميلا كما كان..

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*