إضاءة عامة في قصص ميسون أسدي – محمد علي سعيد

في 29- 06- 2023، انتقلت الى رحمة الله القاصة المبدعة: ميسون أسدي، وها أنا أنشر  ما كتبته عنها قبل مدة.
الأديبة: ميسون أسدي، هي قاصة موهوبة أثارت الانتباه والجدل منذ قصتها الأولى، وحتى لا يتهمني أحد بالمبالغة أقول: منذ مجموعتها القصصية الأولى “كلام غير مباح”.
ومن خلال متابعتي المواظبة والراصدة للحركة الأدبية المحلية بكل تفاصيلها تقريبا، بحكم نشاطي الأدبي وعلاقتي الطيبة مع أكثر الأدباء، وتحريري لبعض المنابر الأدبية كرئاسة تحرير مجلة الشرق التي تودع عامها الأربعين حاليا، ورصدي فيها للحركة الأدبية المحلية.
من خلال هذا وأكثر، يمكنني الوقوف على بعض مميزات هذه القاصة التي قرأت جميع قصصها التي نشرتها في المواقع الإنترنتية أو وصلتني منها بالبريد الإلكتروني، ولقد نشرت لها دون أن أعرفها مباشرة.
*  لفتت انتباهي كغيري، فقد كان لي نقاش مع الكثيرين من الأدباء حول قصصها،  لم تثر الانتباه الساكن، بل أثارت قصصها جدلا وحراكا أدبيا، وبهذا أثرت الحركة الأدبية، بل وتأثر بها البعض من كتاب وكاتبات.
* قصصها (كما وكيفا) رائدة في المضمون والأسلوب، فقد اقتحمت عالما كان ولما يزل مستورا ومسكوتا عنه بقانون العيب وخلي الطابق مستور، ففضحته بكشفها له بكل شفافية، وكانت جريئة وصريحة، وكأني بها تعلن: لا حياء في الأدب. وبهذا وضعت المرآة أمام القارئ فأسقطت أقنعته وجعلته يرى غير ما يريد، أو ما لم يجرؤ على رؤيته..
سبقها بهذا القاص: مصطفى مرار في بعض قصصه، ثم تراجع، وغيرها من الكاتبات سبقنها في بعض القصص ولكن بالتلميح وبخجل وعلى حياء.
وحاليا وبعد ميسون تجرأ ت بعض الكاتبان وكتبن بجرأة صريحة. (سألت قاصة: كيف تجرأت وكتبت هذه القصة وبهذا الأسلوب؟ فأجابتني مبتسمة: ميسون أسدي ليست أجرأ مني، وأنا أعرف بعض هذه القصص، ولكن ميسون فتحت لنا الباب.).
* بعض قصصها رائدة في كونها تناولت أحداثا حياتية بسيطة وعادية ورفعتها إلى درجة أرقى ووثقتها أدبا، كما فعل نزار قباني في بعض المواقف الحياتية العادية جدا وحوّلها إلى أدب.
*  نجحت قصصها في السرد الدرامي للحدث وتحليل الشخصية في القصة ،
فالقاصة ميسون تعمل في الخدمة الاجتماعية ونجحت في توثيق القضايا الاجتماعية من خلال القصة الفنية رغم وجود الحكاية بوضوح، ولم تقع قصصها في باب التوثيق التقريري الاجتماعي، وهذه قدرة ليست سهله لقاصة تعتمد مجال عملها مادة خام للكثير من إبداعها الأدبي.
* من عناصر التشويق التي نجدها في قصصها: المفارقة والصدمة المفاجئة والأسلوب الساخر والصور الجريئة والمبتكرة وبعض أنواع التناص والتداخل الزمني والمونولوج والديالوج.
* القاصة ميسون أسدي لها حضور إبداعي مميز في كتابة القصة للكبار وللصغار، ناهيك عن نشاطها في نشر الثقافة الأدبية من خلال عملها مديرة لوكالة “تفانين” للإعلام الثقافي والفني.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*