أنا الدّواةُ ما رَميتُ مِن مِعصَمي
وعانَقْتُ الأفلاكَ مُتهَيّبَ القِمَمِ
أصعَدُ صعودَ الكَواسِرِ الّتي
حلّقتْ تُمزّقُ الفَضا بأجنِحةٍ وتَرَنُّمِ
أنا ابنُ البَلاغةِ ، والبَلاغةُ أبي
أنا ابنُ الأدبِ ، والأدبُ لَحمي ودَمي
وكما أنكرتِ الخَرساءُ دِماءَهُم
أُنكِرُ أبناءَِ خالي ، وابنَ أبي وَأُمّي
وبَعضاً مِن نَجلهِ ، وزوجهِ
لا دمي من دمهِ ولا عَظمُهُ من عَظمي!
أنا لا أُقلِّبُ يديَّ سائلاً مُستعطِفاً
ولا عَلَتْ يَدايَ أيديَهُم مِن عَدمِ !!!
عَزيمَيي فاقَت كلَّ عزيمةٍ
أينَ همُ الصّحابةُ مِن عَهدِ عَلي ؟!
سابقتُ الرّياحَ في هُبوبِها
حتّى غَدَتْ قاصِرةً عنْ مَعلَمي
مازَجتُ مِياهَ البحرِ مالِحةً
فَعادتْ عذبةً تَقطرُ مِن فَمي
علّمْتُ السَّلاطينَ أَينَ مَقاعِدهُم
في آخِر صَفٍّ ، مِن خَلفِ عَلَمي …
وعَلّمتُ العُقّال لِبسَ العِقالِ
فكيفَ لا أُعلِّمُ الجُهّالَ مَنْ”أني”؟!
مَن رامَ كَلمةَ حقٍّ ، يُلاقِني
يَومَ الزُّحامِ على عَتَبةِ الحَرَمِ …!
سَفكْتم دِماءَ المؤمنينَ عِنوةً
أتُريدونَ أيضاً سَفكَ دَمي ؟
مَن أباحَ لكُم هذا ؟ شَرعُ لُكَعٍ
أمْ الدّيّوثُ شَبيهُ الصّنَمِ ؟
أنا حَجيجُكم يَومَ التّنادي
فَلكُم عَذابٌ ، كتَعدادِ الأنْجُمِ !