ما كان للحلم الحقيقةَ ما أرى
مسرى الرسول وقدسنا مُتضرِّرا
عُرُبٌ تضاعف عدّهم لكنهم
كغثاء سيلٍ عندما نهرٌ جرى
حقّاً إذا قال الحبيب بحقّهم
رَفْع الضّجيج صفاته أنّى جرى
كنّا إذا جاء الغريب لأرضنا
حيّا الغريب ترابنا واستصغرا
واليوم إن جاء الصديق لِحيّنا
ولّى بسوءٍ هارباً مستبشرا
من قُبح ما أضحتْ عليه بلادنا
كانت تسود تحضّرا كل الورى
في طُرس أحكامٍ تعيش بها الدُنى
أمسى حليم العِلْمِ منها حائرا
يوماً إذا لمس العدوّ حدودنا
نهدي له سيف المنيّة أحمرا
واليوم يسطو عابثاً بمصيرنا
يختال زهواً فاتحاً ومُحرّرا
يا بئس ما اتفقت عليه ملوكنا
ركعوا خنوعاً خسّةً وتخوّرا
يا أمّةً قد مُجّدت بكتابها
يا أمّةً وسطى لتفصل في الورى
كيف الشّهادة إن شريتِ ديانةً
وخضعتِ ذلَاً للعدوّ الأخطرا
الجهل مدّ بساطه في بيتنا
لم يُبقِ فينا عاقلاً أو منذرا
فالظّلم والإجرام صنعة عصرنا
والحقّ والإنصاف صار المنكرا
عمر رزوق الشامي
أبوسنان