علي بابا في القرن الواحد والعشرين – بقلم: سليم شومر

 

اننتظر علي بابا حتى انصرف اللصوص والذهول يملأه، وقرر أن يجرّب بنفسه فتح هذه المغارة السحرية ليتنعّم بما هو موجود فيها، وبالفعل انشق الجبل ثانية وفتحت المغارة بابها بعد أن قال علي بابا جملته السحرية “افتح يا سمسم”، وأخذ يملأ جيوبه وما على ظهر حماره من سلال بالنقود الذهبية والجواهر والفرحة تغمره، وبعدها عاد راجعاً إلى بيته …. اترك لخيالك عزيزي القارئ المقارنة بين ما يحصل لنا اليوم في هذه الدولة وبين احداث هذه القصة من أشهر قصص التراث قصص ألف ليلة وليلة

لقد علمتنا هذه الانتخابات درسا موجعا وقاسيا بعد تفكك القائمة المشتركة وسيكون له ردود فعل سلبية وقاتمة جدا تجعل هذه الحكومة تهنأ باستبداد الأقليات في هذه الأرض العطشى للسلام والأمن والاستقرار وبحاجة الى وقف حمام الدم الجاري من دون توقف في وسطنا العربي، وما يؤلمك أكثر في سياق هذا الوضع هو انخراط شخصيات عربية في هذه الأحزاب الصهيونية شيء مخز حقا.

يتناول دستور الدولة ان ” تعمل دولة اسرائيل على ترقية البلاد لصالح سكانها جميعا وتكون مستندة إلى دعائم الحرية والعدل والسلام مستهدفة بنبوءات أنبياء إسرائيل. تقيم المساواة التامة في الحقوق اجتماعيا وسياسيا بين جميع رعاياها من غير تغيير في الدين والعنصر والجنس وتؤمن حرية الأديان والضمير والكلام والتعليم والثقافة وتحافظ على الأماكن المقدسة لدى كل الديانات وتراعي مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.” وما يجري اليوم هو مخالفا لمبادئ وثيقة الاستقلال “من المتوقع أن تكون الإصلاحات القانونية من بين أولويات الحكومة الجديدة”.

إن ذلك شمل تمكين النواب من تجاوز أحكام المحكمة العليا بأغلبية بسيطة ومنح السياسيين السيطرة على تعيين القضاة.

أن “من شأن ذلك أن يصل إلى مستوى الاعتداء على القضاء وهو يناقض المبادئ المكتوبة في وثيقة استقلال دولة إسرائيل ان التغيير في جهاز القضاء هو اعتداء على الديمقراطية وحرية الفرد ويضع الدولة في ظل الدكتاتورية الدينية واليمين المتطرف. هذا بعد ان أصبحت لصهيونية الدينية أصبحت ثالث أكبر مجموعة في الكنيست، وثاني أكبر مجموعة في ائتلاف حزب الليكود، ما دفع قادتها إتمار بن غفير وبتسلل سموت ريتش الانتفال من هامش الأحزاب الى التيار الرئيسي في الكنيست. الذي صار بيده القرار،

وتولي بن غفير وزيرا للأمن بسلطات مطلقة سيكون له تأثير سلبيا على مجريات الأمور وبالتالي سينعكس هذا العناء غلى الأقلية العربية المحاصرة بالقو

“إن هذا لوضع السياسي الجديد هو تغيير دراماتيكي لتضاريس الخارطة السياسية الإسرائيلية عامة وفي الكنيست خاصة الى الاستيطان الإسرائيلي وضم العديد من الأراضي بالضفة الغربية، مما يجعلها أقرب إلى الضم الفعلي”. ضاربة بعرض الحائط كل قرارات الأمم المتحدة والمواثيق الدولية مما يضع المنطقة على حافة بركان ثائر سينفجر حتما في ظل حكومة تصارع من حوله بالقوة ولا ترى من حولها الا نفسها وقدراتها داخل الكنيست تعاظمت حيث تطال بمواقفها على كل من يعارضها …..

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*