للوردةِ البَيْضاءْ
جنديٌّ غريبٌ
عن ديار الوردِ واللَّيْلَكْ…
ولها مِن الحُزنِ
الكثيرُ مِنَ النُّمُوِ
لها القليلُ من المياه المعدنيَّةْ
ولها افتقارُ النازحينَ لبنْدُقيّةْ،
ولها الإلهُ… لها الدّعاءُ لها الرّثاءُ ومَزْهَريَّةْ.
وحِصانُ (عُرْوَةَ) في الحظيرة
أتْخَموهُ
وَرَوَّضوهُ على المسيرِ كما الحَجَلْ
والوَردَةُ البيضاءُ في مَرْجِ ابْنِ عامِرْ
بعد غزوِ القُوطِ تنْمو في وَجَلْ.
وجُنودُ داوودَ ابْنَ إيشارَ ابْنَ عابِرْ
أورثوا أشتاتَهُمْ كُلّ المعابِرْ
بعدَما قتلوا بمقلاع الخداع
نَبِيَّها (جُلْياتَ) واحتَلُّوا بِلادَهْ…/
والوردةُ البيضاءُ تَبْكِي الذاهِبينَ
الثّاكلين المُتخَمِينَ بكلّ أشواكِ المقابرْ
وردةُ المَنْفى، بصوتِ بَياضِها
بُحَّتْ صَريخاً واستغاثَةْ…
[ إكْليلُ زينَةْ..بِخُطىً رَزينَةْ
قيَّدُوها فوق طاوِلةٍ وثيرَةْ
في مَقَرٍّ للرِّئاسَة.]
والوردةُ البيضاءُ
تشْهَقُ
مِن هوان الانحسار
تُريد أرْضاً لا انتكاسَةْ./
للوَرْدةِ البَيْضاء
جُنديٌّ وحَارِسْ،
ما رأتهُم مُنذ شقَّتْ ثَوْبَها
ما رأتهُم حتّى في أضْغاثِها.
ما رأتهُم
قبلَ ما لَفَظَ الزّمانُ قباحَتَهْ
وانحازَ -عُهْراً-لليهود.
وما رأتهُم
قبلَ ما أَسُنَ الهواء
وَغافَلوا بِيضَ الورودْ.
ومنذ أنْ جاءوا
وحَلُّوا في البلاد
تَجاهَلَتْهُم
-أُسوةً “بالفاتحين” السّابقين-
وأهملتْهُم. /
وأصابها حُزن الحِداد
-بُعَيْدَ حين-
بِوَعْكَةٍ أرْضيَّةٍ.
ما عادَ صَوْتٌ للغَريب يُرِيحُها.
أو تَفْهَمُهْ.
ما عادَ يُوقِظُ عِطرَها
أو يَرْسُمُهْ.
لغةٌ مُهَجَّنَةٌ
ولغْيٌ برطَميٌّ طَلْسَمِيٌّ
لا يُطاقُ
وَلا يُحاكِي حُسْنَها…
والْوَرْدَةُ البَيْضاءُ ظَلّتْ في التُّراب
وَحيدةً. /
قَطَنَ القطيعُ جِوارَها
ظَلَّتْ وحيدةْ…
قَتَلَ الجُنودُ صِغارَها
رَسَخَتْ أكيدةْ.
هَجرَ العشيقُ المُطْمَئِنُّ لعِطرِها
وصْفَ الرّحيقِ. كلامَها
وَصِفاتِها
حَزِنَتْ وظَلَّتْ
واستقرّتْ
واستمرّت بالولادةْ…